نستاء كثيرا، ونشعر بالمرارة عند رؤية طوابير المراجعين وهي تصطف أمام بوابات بعض الإدارات الحكومية منذ الصباح الباكر حتى ترتفع الشمس الحارقة ويرى ظل كل مراجع مثله. طوابير يصطف فيها الشباب وكبار السن الذين يحضر بعضهم في الثالثة صباحا ويفترش الأرض لينام إلى حين موعد فتح شباك المراجعين ليحجز له مكانا في طابور الصباح وتحاشيا من أن تلفحه شمس الظهيرة وخوفا من أن لا يصل إلى الشباك إلا وقد انتهى الدوام الرسمي أو أوشك. أما آن لمثل هذه الأمور أن تنتهي؟ إلى متى ونحن ما نزال نمارس غالبية أعمالنا بالطرق التقليدية ونجهد أنفسنا ونهدر وقتنا بالتعامل الورقي وكأنه لا يوجد لدينا تقنية. ألا يعلم مسؤولو الإدارات الحكومية بمعاناة المصطفين خارج أروقة مبنى الإدارة وإذا علموا وهو الراجح ماذا قدموا لإنهاء هذه المعاناة والحد من طول الطوابير التي تقطع الطرقات وتلتف على مباني الحي في منظر غريب عجيب. المضحك المبكي أني قرأت إجابة أحد المسؤولين في إحدى الصحف ردا على استفسار من احدهم يقول فيه ولماذا يحضر المراجع مبكرا ويتعب نفسه؟ عجبا، وهل سيقضى شأنهم وتنجز معاملتهم إن هم حضروا متأخرين؟ هم يعانون من تأخر البت في معاملاتهم مع حضورهم المبكر فما بال إذا استجاب الناس لطلب المسؤول بعدم الحضور المبكر. ألم يكن من الأفضل استغلال المساحات الواسعة للأفنية الداخلية ويتم تزويدها بمقاعد وطاولات تلم شعث المراجع وتقيه حرارة الشمس وتحفظ كرامته؟ هذا الحد الأدنى من الحلول وإلا فالأمر فيه سعة ونحن نملك من الإمكانات المادية والكوادر الإدارية والتخطيطية والتنفيذية ما يمكن أن يضع حلولا لأكثر المشاكل تعقيدا، لكنها روح المسؤولية والمثابرة والجد عندما تغيب. خديجة الرشيد جدة