حتى وقت قريب كان على مراجع إدارة الأحوال المدنية أن يتأكد من وجود مساجد حول المبنى ليصلي في أحدها الفجر حاضرا قبل أن «يمسك سرا» في طوابير طويلة للحصول على رقم، إن حالفه الحظ، يخول له الوقوف أمام الموظف المختص ليشرع في النظر إلى معاملته. أما الآن فيبدو أن تلك المشاهد ستكون حديث الذكريات بعد أن أعدت الإدارة خطة جديدة قوامها ثلاثة «رؤوس حربة» تمكنوا من تشتيت تلك الطوابير وإنهاء حالة «توقف الزمن» التي كان يعيشها المراجعون. يؤكد صالح موسى الغامدي أن إنشاء مراكز خدمة جديدة تابعة للأحوال المدنية وتمديد ساعات العمل إلى الخامسة وحجز الأرقام عن طريق الإنترنت كان أمرا غاية في الروعة وسيحل كثيرا من المعاناة التي كان يتكبدها المراجعون: «أردت في مراجعة الإدارة لإضافة مولود جديد فذهبت في أول يوم الساعة العاشرة صباحا وأخبروني أن هناك أرقاما توزع على المراجعين عند الساعة الثامنة أي عند بداية الدوام أي أن الأمر يقتضي الوصول قبل ذلك بكثير. والمشكلة أن طوابير الحصول على الأرقام تمتد طويلا وليس لها ضابط ولا رابط وقد يستغرقك الأمر ساعتين حتى تحصل على رقم وكل هذا بالطبع يحدث قبل أن تخطو خطوة واحدة إلى الداخل». المهمة الصعبة وأضاف أن الخطوة الثانية وهي إنهاء المعاملة قد تأخذ وقتا طويلا جدا وقد تنتظر إلى نهاية الدوام أو إلى اليوم الثاني.. باختصار مهمة كهذه قد تضطرك إلى أخذ إجازة من عملك لمدة يومين أو ثلاثة إن لم تكن هناك نواقص تعيد معاملتك إلى المربع الأول». أما حيدر علي «يمني» فكان يعاني هو الآخر من بطء الإجراءات: «أحسد الذين يصطفون في الطابور لمدة ساعتين ويأخذ رقما فهناك من ينتظر أياما للحصول على الرقم على الرغم من حضورهم من ساعات الفجر الأولى وقد تكون محظوظا لو انتبه لك الموظف الذي يوزع الأرقام وتذكر وجهك وحضورك لأيام متتالية فقد يعطيك رقما». القائمة السوداء وأشار محمد الشمراني إلى أن مسألة إضافة طفلك إلى بطاقتك العائلية كان أمرا مرهقا، فطابور الانتظار في الأحوال المدنية كفيل بوضع هذا الطفل في قائمتك السوداء. لكنى فوجئت الآن بوجود تغيير كامل أنهى كل تلك المعاناة: « أين كانت هذه الحلول في السابق ما دامت لا تكلف كثيرا». وذكر رياض أحمد قائلا إنه كان محظوظا عندما أجل إضافة طفله الذي ولد قبل عام ونصف العام نظرا إلى صعوبة المراجعة، لكنه الآن وخلال نصف ساعة تمكن من إضافته: « سارعت بالتسجيل في الموقع الإلكتروني للإدارة وأخذت رقما للمراجعة وأنهيت الإجراءات في 30 دقيقة». ودعا فارس المطيري المؤسسات الحكومية الأخرى أن تحتذي بالأحوال المدنية وتطور من أنظمتها واستقبالها للمراجعين: « عانينا من الأحوال أعواما عديدة وأتى الحل في عشية وضحاها. وفي نظري تطور أنظمة الدوائر الحكومية لا يحتاج إلى مجهود خارق في ظل وجود التقنية الحديثة وأرجو أن أعيش ذلك اليوم الذي تقدم لنا فيه تلك الخدمات ونحن في منازلنا دون الحاجة لمراجعة أي جهة حكومية». الموظف الشامل مدير الأحوال المدنية غازي البشري أكد ل«شمس» أن نهاية مشاهد الطوابير جاءت عن طريق ثلاث خطوات وهي: الموظف الشامل وهو موظف يقدم جميع الخدمات إلى المواطن من تجديد وإضافة وإصدار غيرها.. ففي السابق كان هناك أكثر من موظف تضطر المراجع إلى أن يذهب هنا وهناك لإنهاء معاملته. أما الخطوة الثانية فهي زيادة ساعات الدوام، حيث يبدأ العمل الثامنة صباحا إلى الخامسة مساء، إضافة إلى يوم الخميس من العاشرة صباحا إلى الثالثة عصرا مع إضافة مواقع جديدة، وتقع في أحياء النسيم والصفا والأندلس. وذكر البشري أن الخطوة الثالثة كانت «المواعيد الإلكترونية» بحيث أصبح استقبال المراجعين وتسجيل بياناتهم يتم عن طريق الموقع الإلكتروني للأحوال المدنية فبعد التسجيل يبين لك الموقع موعد المراجعة. وبالتالي فعند حضورك إلى الإدارة أو أحد مراكزها فلن يستغرق إنهاء معاملتك أكثر من عشر دقائق خلاف السابق. وأكد أن النظام الجديد أصبح يخدم أعدادا أكبر من السابق إذ يصل عدد المراجعين في السابق إلى 500 مراجع وفي فرع واحد: «كان هناك تزاحم وتدافع وكنا نتعرض لسيل من لعنات المراجعين، أما الآن فأصبح عددهم في اليوم الواحد يفوق ال 1000 مراجع ولا نكاد نشعر بهم كالسابق» .