حقا، نحن نعيش في عالم المتناقضات، فأكثر الدول تشدقا بالحرية تفرض القيود الصارمة على البشر، داخلها وخارجها، وأشد الدول تحمسا لما يسمى بحقوق الإنسان، هي ذاتها التي تحرم هذا الإنسان في دول أخرى من أبسط حقوقه حق الحياة، فيا لها من مهزلة. يواجه أحد المسلمين في شيكاغو مدينة العجائب في دولة المتناقضات تهما قضائية تتمثل في ذبحه خروفا استعدادا لرمضان، وقد نقلت صحيفة «شيكاغو صن» أن شخصا يدعى عبد السلام علاوي اشترى أربعة خراف من إحدى المزارع قبيل شهر رمضان الماضي، ولما وجد أحد هذه الخراف معتلا، بادر بذبحه حتى يستفيد منه قبل نفوقه، وقد أضاف علاوي في حديثه للصحيفة أنه كان ينوي أخذ الخراف إلى أحد الجزارين لذبحها وفق الشريعة، إلا أن أحد جيرانه الأمريكيين قد أبلغ الشرطة. ويواجه عبد السلام علاوي عدة تهم منها: تربية حيوان للذبح، وإن كنت غير متأكد ما إذا كانت التهم للتربية أم للذبح، فإن كانت الأولى، فهل هذه في عرف الأمريكيين تهمة، وإن كانت الثانية، فهي بحق من عجائب وطرائف القرن الواحد والعشرين، واسمعوا أعزائي الكرام: قامت أستراليا أخيرا باستخدام الطائرات من أجل إبادة آلاف الإبل، لأنها تسبب إزعاجا لمواطنيها مع أنها لو باعتها وصدرتها لاستفادت منها دول عديدة، ولكانت مصدر دخل لا بأس به، وربما فتحت مجالات الاستثمار والتبادل التجاري بين أستراليا والعديد من الدول العربية. لم نسمع دولة واحدة من دول الغرب التي أصمت آذاننا بالحديث عن «حقوق الحيوان»، وكيف يصور هذا الغرب المتحضر بشاعة المسلمين في ذبح الحيوانات. ولماذا الحديث عن الحيوان. وما العراق عنا ببعيد، فلم نسمع حتى الآن عن محاكمة جادة لا للرئيس الأمريكي بصفته الآمر والمسؤول، ولا للجنود الأمريكيين الذين قاموا بالتنفيذ، وإبادة الآلاف من العراقيين المسلمين. وما يحدث يوميا في أفغانستان وباكستان من مقتل العشرات من المدنيين المسلمين المسالمين على أيدي قوات «الناتو»، ربما لا يدخل هو أيضا في عداد الممنوعات أو المحظورات بالنسبة لحكام شيكاغو، وأدعياء حقوق الإنسان. هل باتت حرمة دماء الخراف، وحقوق هذه الحيوانات التي لم تخلق إلا لتذبح من أجل الإنسان الذي سخر الله تعالى له الكون، أشد احتراما، وأبلغ قدسية من دماء المسلمين في كل بقاع العالم؟! وعن إسرائيل ومذابحها، حدث ولا حرج. فهل بعد هذه العجائب والطرائف المبكية، وهذه المتناقضات الواضحة الجلية في سلوك الغرب تجاه المسلمين في بلادنا وبلادهم، يمكن أن يكون لأوروبا أو أمريكا مصداقية لدى الإنسان المسلم أينما كان؟! أشك في ذلك. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة