هنالك نوعان من الكفالة، كفالة حضورية وكفالة غرمية، والمقصود بالكفالة الحضورية هي التزام الكفيل بإحضار الأصيل (المكفول) وقد يعتقد البعض أنها تنتهي إلى هذا الحد وذلك صحيح فيما لو تمكن الكفيل من إحضار الأصيل، إلا أن السؤال ماذا لو لم يتمكن الكفيل من إحضار الأصيل؟ في هذه الحالة تنقلب الكفالة الحضورية إلى غرمية، أي أن الكفيل يلزم بدفع كامل المبلغ المستحق على الأصيل حتى ولو كانت كفالته حضورية فقط لأنها تنقلب إلى غرمية فيما لو لم يتمكن الكفيل من إحضار الأصيل لأي سبب من الأسباب، حيث لا تقبل منه إطلاقا أي أعذار لإعفائه من كفالته الحضورية. لذا نجد الكثيرين ممن تورطوا في الكفالات الحضورية بسبب تحولها إلى غرمية ودون أن ينتبهوا لذلك، فمنهم من قام بسداد كامل المبلغ ومن ثم يبحث الآن عن الأصيل لمطالبته، ومنهم من دخل السجن لعدم قدرته على السداد. وبالنسبة للكفالة الغرمية وهي التزام الكفيل بالسداد فيما لو لم يتمكن الأصيل من السداد وأيضا يعتقد البعض أنه يجب على صاحب الحق (المطالبة) أن يطالب الأصيل وفي حالة عدم تمكن الأصيل من السداد بعد ذلك يطالب الكفيل، وهذا أيضا اعتقاد خاطئ تماما، حيث يحق لصاحب المطالبة أن يطالب كلا الاثنين معا وفي وقت واحد، بل حتى يحق له أن يطالب الكفيل وحده فقط دون الأصيل، حيث يجد الكفيل نفسه مطالبا في الجهات الرسمية وتصدر عليه أحكام بالسداد لصاحب المطالبة، بينما يقبع الأصيل في منزله معززا مكرما وطبعا النتيجة معروفة فيما لو لم يتمكن الكفيل من سداد المبلغ المحكوم به عليه بسبب كفالته الغرمية. لذا أنا لست ضد الكفالة فمساعدة الناس واجبة وفيها أجر ولكن يجب أيضا تطبيق مبدأ رحم الله امرئ عرف قدر نفسه فإن لم تكن قادرا على الوفاء بمبلغ الكفالة أو واثق كل الثقة من إحضارك للأصيل فلا تضرب أبدا بيدك على صدرك وتقول أنا لها فتكون الندامة للشهامة مصيرها. * المحامي والمستشار القانوني [email protected]