بين الحزم الذي لا يعرف التساهل أو التهاون، والرحمة التي لا يحجبها الحزم والجد تمضي سياسة قيادة هذا الوطن قدما في تعاملها مع الإرهابيين وأسرهم، فعلى رغم حجم الإثم الذي يرتكبه الإرهابيون في حق الوطن وحجم الكيد الذي يكيدونه للمواطنين تبقى أسرهم من آباء وأمهات وإخوة وأقارب أبرياء من أي ذنب أو إثم، ولذلك فإن كل مواجهة مع هؤلاء الإرهابيين تنتهي بقتلهم أو بالقبض عليهم يقابلها موقف إنساني يمسح بيد الرحمة والعطف قلوب الآباء والأمهات التي تسبب أبناؤها في ثكلها وجعلها تتجرع مرارة الحسرة والألم بما فعلوه وبما انتهوا إليه من مصير. وقادة هذا الوطن ينطلقون في هذه السلسلة الرحيمة من القاعدة الشرعية والتوجيه الرباني الكريم الذي يؤكد أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، ولذلك كله بقيت أسر هؤلاء الإرهابيين آمنة مطمئنة تحظى برعاية المسؤولين وعنايتهم، وهي عناية ورعاية يحرص من خلالها المسؤولون على أن تعوض هذه الأسر عما لقيته لدى أبنائها من جحود وتنكر حين هجروهم وانضموا لجهات التكفير وانتموا لجماعات التفجير والإرهاب. في هذا الإطار، يمكن لنا أن نتفهم ما قامت به وزارة الداخلية حين تكفلت بسفر وإقامة عدد من أقارب الإرهابيين اللذين قتلا في المواجهة الأمنية في حمراء الدرب في جازان، وذلك لحضور جنازة القتيلين والصلاة عليهما ودفنهما، وهي خطوة إنسانية عظيمة تؤكد تمييز قيادة هذا الوطن بين المجرمين وما يقتضيه التعامل معم من حزم وأسرهم، وما تستوجبه العدالة والإنسانية في التعامل معهم من رحمة، فهل يدرك هؤلاء الذين اتبعوا الشيطان معنى الإنسانية، وهل يعيدهم هذا التعامل الإنساني إلى رشدهم أم أن الشيطان قد أغوى أبصارهم فلا يزدادون إلا غيا؟ للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة