في واقعنا يحدث الكثير من المفارقات، وتأتي قضية زواج البنات بين العضل وتأخر سن الزواج ليشكلا ظاهرة واضحة المعالم، إلا أن ما أرصده وأعتبره يتنامى في المجتمع في صورة عكسية ولا يلتفت إليه أحد هو عزوف الفتيات عن الزواج والإصرار على رفض الفكرة، والعدد في تضاعف بصورة تكشف عن ضرورة دراسة هذا التوجه لدى بعض الفتيات (الثلاثينيات) تحديدا. على أساس أن قطار العمر ربما يفوتها أو لتنجب أطفالا لرعايتها في المستقبل..الخ من الأسباب، تكابد فتيات شابات فكرة ممارسة الأسرة، خاصة الأب، الضغوط للقبول بالزواج، وفيما يفكر الآباء بهذه الطريقة التقليدية ترى الفتيات أن الواقع تغير وأن غاية الأمومة ليست الوحيدة وأن النضج وحق الاختيار لم يعد يحمل دوافع الزواج القديمة. العازفات عن الزواج في استطلاع ممتد ولأعوام رصد أن لديهن تصورا واقعيا للرفض من خلال الرغبة في التأني والتمتع بالحياة قبل الانشغال بالزوج والأبناء، ما يشير إلى فكرة أن المرأة تدفن في الزواج ولا تكون ملكا لذاتها ولا تستطيع إكمال تعليمها أو تأسيس مشروعها الشخصي أو تحقيق حلم يراودها (هكذا تشكلت رؤية العازفات) بالتالي يجب أن يعيد المجتمع صياغة أسلوب التعامل مع أجيال تعي ما يحدث في مؤسسة الزواج وتقرر بموجبه مصائرها. وترجع شريحة من العازفات عدم المبالاة؛ لكون الزواج ليس غريزة ملحة ولا يجدن في مؤسسة الزواج الملاذ الذي يراه الآخرون، معتبرات أن الإشباع الإنساني والعاطفي صادر من الأسرة أو أن النصيب لم يأت بعد و لا يجب القبول بأول الخاطبين والمغامرة بالعودة إلى منزل العائلة وهن محملات بورقة طلاق وعدد من الأبناء لا يمكن توقع مصائرهم. تحدثت معي فتاة (ثلاثينية) لا تريد الزواج يحاول والدها بعد تزويجه شقيقاتها إجبارها منذ ثمانية أعوام على الزواج، وانتقل من مرحلة قبول الخطاب ومناقشتها إلى خطبة رجال يعجبونه ويراهم من وجهة نظره مناسبين لها ويرغبهم في الزواج منها وكلهم كبار في السن يفصلها عنهم 25 إلى 30 عاما، ما أوصلها إلى مرحلة الرفض الحازم لفكرة الزواج وتطفيش كل من تقدموا لها والكذب عليه بادعائها المرض حتى تتقي شره، ورغم تعاطفها مع موقف والدها، ترفض الانصياع والزواج كيفما اتفق بحسب تفكيرها. من وجهة نظري، الواجب على الآباء تأهيل وتربية الفتاة كما يجب، وترك النصيب حتى ينساب إلى حياتها بهدوء، مع ضرورة رعايتها لتكون فردا صالحا في المجتمع وإن كتب لها الزواج تزوجت. تقول إحدى العازفات «إذا تزوجت سيزيد عدد مرتادات المحاكم واحدة وسأتمزق مع أطفالي بسبب نظرة وأسلوب تعامل المجتمع مع المرأة التي لم توفق في زواجها». وأتصور أن هذا هو جذر إشكالية العزوف، من تفكر بذهنية متشائمة.. لا تزوجوها؛ حتى يتم مسح صورة مؤسسة الزواج السلبية من تفكيرها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة