تغيرت خدمات الإنترنت في المملكة من خدمات الترف والترفيه، إلى خدمات الضرورة، فلم يعد بإمكان إنسان سعودي في التعاملات العامة اليوم الاستغناء عنها بنفسه، أو من خلال وسيط، فهي المدخل لكثير من التعاملات، حتى لو أنها لم تشمل التعاملات الحكومية، والمؤسساتية الكاملة حتى الآن، ولكن هذا هو الهدف القريب للحكومة الإلكترونية التي يجري نشر مساعداتها من أجهزة وتدريب لتغيير نمط الإدارة في المملكة، وهي واحدة من الإصلاحات العظيمة التي يتبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله. ومن هذا المفهوم أعتب على وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس (محمد جميل ملا) حول ما جاء على لسانه في مؤتمر صحفي في الرياض (30 سبتمبر 2009م) أنه لا نية لتقديم خدمات الإنترنت مجانا لأن ما يعطى مجانا يساء استخدامه ولو أنه أشار إلى «أن وزارة الاتصالات حريصة على وجود أسعار تنافسية تمكن العملاء من استخدام التقنيات المختلفة كالإنترنت والاستفادة من كل ما هو مفيد»، لكنه تجاهل الأسعار المرتفعة للخدمة بالنسبة لكثيرين، وهي الأسعار التي تبعد عددا من الناس منها، أو تقلل استعمالهم لها. ومن هذا المفهوم ننتظر من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات النظر من جديد في التعرفة المرتفعة التي تبيع فيها شركات الاتصالات الآن ونتمنى تخفيض سعر الإنترنت العامة للمواطنين وتأمينها بأسعار تشجيعية لدعم توجه المملكة إلى التعاملات الإلكترونية الكاملة قريبا، لأن سعر الخدمة اليوم يرتفع كثيرا عن قدرات بعض المضطرين لها، والتي تتجاوز صرفهم على الاتصالات التلفونية بالضعفين في المتوسط. تخفيض أسعار الإنترنت إلى ثلث تكلفتها الحالية سوف يدخل مستخدمين جددا إلى النطاق العريض للخدمة الإلكترونية، وسوف يدعم توجه البلاد للخروج من بيروقراطية العمل الورقي البطيء إلى إنجاز أسرع في التعاملات من خلال الشبكة العامة في المملكة، وسوف يخلق مستخدمين جددا من الشباب على الاتصالات المتحركة.. من جانب آخر، وفي قطاع الحكومة، والمؤسسات أنا متأكد أن أثر الأسعار المخفضة لخدمات الإنترنت سوف يكون إيجابا على بيئة العمل، وسوف يؤدي إلى تطور الخدمات، وإلى التقليل من الفاقد الزمني في الإنجاز مما يزيد الناتج القومي، ويقضي على أخطاء التعاملات الورقية، أو نصف الإليكترونية السائدة الآن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة