في مبادرة جديدة، طلب المجلس البلدي في جدة من هيئة الطيران المدني عقد اجتماع بين الطرفين لاطلاع المجلس على المستجدات في التوسعة التي تطرأ على مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة لبحث أثره على المدينة وسكانها. وأبلغ «عكاظ» الدكتور طارق فدعق رئيس مجلس بلدي جدة، أن المجلس يعتزم فتح ملف الضوضاء والتلوث البيئي الذي تسببه الطائرات في جدة والمناطق المحيطة بها مع هيئة الطيران المدني والتي تجاوبت معنا، وحدد موعد للاجتماع مع عدد من المسؤولين الأسبوع المقبل. واعتبر فدعق أن مشكلة مطار الملك عبد العزيز في جدة تتمثل في أنه لا يتوافر فيه آليات وإجراءات للتقليص من ضوضاء الطائرات والتلوث التي تحدثه في بيئة المدينة. وذكر أن التوسع الجاري في مطار الملك عبد العزيز الدولي سوف يغير من جغرافية المدينة، إذ سيكون مدخل المطار مستقبلا بامتداد شارع الأمير ماجد، وهذه المناطق ذات كثافة سكانية عالية. ويشرح المشكلة بقوله «إن التوسع العمراني يتجه شمالا نحو المطار، ما يعني أنه معرض لضجيج الطائرات عند الإقلاع والهبوط في مدرجات المطار، إذ أن الطائرة لدى إقلاعها تأخذ مسافة طويلة تقدر بحوالي 5000 قدم لتأخذ مجالها للارتفاع تدريجيا، ما يسبب ضجيجا، وإذا أخذنا في الاعتبار أن الإقلاع يتم خلال فترة الشتاء إلى الجهة الجنوبية بعكس اتجاه الريح». ويشير في الشأن ذاته إلى أنه وحتى في حالة الهبوط فإن بعض الطيارين يستخدمون الدفع العكسي للمحركات لإبطاء الطائرة بعد نزولها بدلا من استخدام المكابح، ما يتسبب في ضجيج آخر يلاحظه المسافرون عند الهبوط، وكل ذلك والحديث لفدعق سينعكس أخيرا على الضجيج. وبحسب رئيس المجلس البلدي، فإن مطارات عالمية تغلق في ساعات معينة تقديرا لسكان المناطق المحيطة بها، مستشهدا بمطار هيثرو في لندن والذي يغلق ليلا ويعاود الرحلات صباحا، ومطار بروكسل الذي يعلق رحلاته لساعات معينة لنفس السبب. ويفيد أن اللقاء الذي سيعقده المجلس البلدي مع هيئة الطيران سيناقش أيضا قضية التخلص من الوقود الزائد في الطائرات عند الهبوط وأثرها على التلوث البيئي، فقائدو الطائرات يتداركون التخلص من الوزن الزائد بتفريغ خزانات الطائرة من الوقود الزائد في الجو والتي تقدر بعشرات الأطنان، وهذا يتم إما في ارتفاعات عالية أو فوق مناطق مخصصة للطائرات مسموح فيها بالتخلص من كمية الوقود غير المرغوب فيها. مشيرا في هذا الشأن «هذا للأسف متوافر في عدد من مطارات العالم المتقدمة، لكنه غير متوافر في المملكة، وسنطالب بأن تحدد مناطق معينة خاصة لتخلص الطائرات من الوقود الزائد وأن لا تؤثر على البيئة». وشدد بالقول «نتطلع في المجلس البلدي أن تكون مدينة جدة هي السباقة في وضع قوانين خاصة للحد من الضجيج والتلوث البيئي الذي تسببه الطائرات». واستدرك «أهالي جدة ليسوا أقل شأنا من سكان المدن الأخرى في العالم». وهنا يؤكد أن الخطوط الجوية السعودية «لديها كوادر مؤهلة للتعامل مع كل أنواع المشاكل البيئية، ولكن يجب وضع قوانين على شركات الطيران الأجنبية الأخرى».