على الرغم من مرارة الألم لفراق الابن، إلا أن المواطن أحمد الشويش العكاسي والد رجل الأمن عامر الذي استشهد في المواجهة الأمنية أمس بدا مختلفا تماما، فالأب الذي ودع ابنه قبل ليلتين ظهرت عليه علامات التماسك والشجاعة على الرغم من المصاب الجلل. يقول أحمد العكاسي (62 عاما) الذي التقته «عكاظ» أمس في قرية العكاس غرب مدينة أبها «اعتز بوفاة ابني في ميدان الشرف والكرامة دفاعا عن وطنه، مات بطلا، كما عاش بطلا طوال حياته». وأضاف: «استشهد وهو يحرس ثغرا من ثغور الوطن، ويحمي إلى جانب الآلاف من أبناء الوطن المخلصين البلاد من الشرور، وعلى الرغم من ألمي الشديد وحزني وأنا أقلب جثمانه فأنا منتشيا بالنصر الذي حققه رجال الأمن البواسل من إيقاف المعتدين وقتل اثنين منهم، والقبض على ثالثهم حيا على قيد الحياة وتسليمه ليد العدل التي ستقتص لنا من هؤلاء». من جهة أخرى، روى شقيقه آخر لقاء مع الفقيد قائلا «اجتمعنا ليلة الأحد الماضي في منزل والدنا على مائدة العشاء، وبعد العشاء تلقى الشهيد اتصالا من مقر عمله يطلبون حضوره، وقبل تحركه ودعنا بحرارة ولم نكن نعلم أن هذا سيكون الوداع الأخير». وعبرت والدته عن اعتزازها باستشهاد ابنها، وعدت وفاته وسام شرف لها ولكل أفراد أسرته، لكنها لم تخف مشاعر الحزن والألم لفراق ابنها. يذكر أن الجندي أول عامر أحمد عامر الشويش يبلغ من العمر (30 عاما)، متزوج ولديه طفلتان الأولى يمنى وعمرها (ثلاثة أعوام)، والثانية نمار وعمرها (عام ونصف العام)، وزوجته تنتظر مولودها الثالث.. وللشهيد الشويش أربعة إخوة ووالده متقاعد من إدارة السجون في عسير، وكان عامر العون بعد الله لمساعدة والده، ويسكن معه في ذات المنزل، ولم يتمكن من بناء منزل مستقل له ولبناته وزوجته.