أكد الدكتور محمد المطلق عضو مجلس الشورى عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة ورجل الأعمال المعروف، أن شراء الأصوات في انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية ظاهرة مؤسفة مخالفة للنظام، وطالب في حوار أجرته معه «عكاظ» وزارة التجارة والصناعة بالتصدي لهذه الظاهرة، مشيرا إلى أنه لو بقيت الشللية والتكتلات في مجالس الغرف لما تمكن 99 في المائة من منسوبي الغرف بلوغ مجالس إداراتها. وقال إن المجلس الجديد مطالب بالحفاظ على أموال المنتسبين والمكتسبات الماضية وتغليب المصلحة العامة على الخاصة وإزالة العقبات التي يواجهها التجار وقضية ميناء جدة الاسلامي، مشددا على أن المصلحة العامة هي عمل تطوعي مجرد من الأهواء الشخصية. وأكد أنه يحق للجميع الترشح لانتخابات الغرفة، شرط أن تتوفر فيهم المؤهلات والشروط بغض النظر عن مراكزهم العلمية والمادية. وفي ما يلي وقائع الحوار: * كيف تنظرون إلى انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في جدة؟ - هي مثل بقية الانتخابات في الغرف السعودية، وولاية المجلس الحالي ستنتهي بعد أقل من شهر، وبالتالي لابد من إجراء هذه الانتخابات التي لا تخرج عن كونها عمل روتيني يحصل كل أربع سنوات. * ماذا عن مشاركة النساء ترشيحا واقتراعا في انتخابات الغرف؟ - مشاركة النساء في الانتخابات أمر ممتاز وظاهرة صحية، وهن يشاركن عبر الترشيح والانتخاب، ولهن دور فاعل في الغرف التجارية، سواء في جدة أو الرياض أو الدمام. تلافي السلبيات والأخطاء * ماذا عن المشكلات التي ستواجه المجلس الجديد والتي تعتبر من تركة المجلس السابق؟ - أرجو التوفيق لكل المرشحين، وأرجو اختيار عناصر جيدة لمجلس الإدارة، أما بخصوص المشكلات، فهي موجودة، وطبيعي أن تحدث في أي مؤسسة خدمة عامة في أي مكان، والخلاف صحي في مجالس إدارات الغرف، وأرجو من المجلس الجديد أن يتلافى السلبيات والأخطاء التي شابت المجلس (الحالي) وأن يتفادى الأخطاء ويكمل الأمور الإيجابية التي نفذت، وأتمنى أيضا من الأعضاء الجدد أن يضعوا نصب أعينهم المصلحة العامة ولا شيء آخر. * لا شك أن المجلس الحالي واجه قضايا ومشكلات كبيرة ولم يتسن له الوقت لعلاجها، ما هي الرسالة التي توجهها للمجلس المنتخب؟ - أعتقد أنه لا توجد قضايا محددة، ولكن عمل مجلس إدارة الغرف مستمر، ويتغير أعضاء المجالس، ولكن تظل القضايا والمعوقات مستمرة وتواجه في وقتها، ومجلس الإدارة في أي غرفة تجارية مهمته الإشراف عليها وإدارتها ورعاية مصالح القطاع الخاص، إضافة إلى التفاعل والتعاطي مع منسوبي الغرفة والإدارات الحكومية. من هنا أرى أن العملية مستمرة ولا تتوقف عند شيء محدد، والمجلس الحالي استمر لمدة أربع سنوات، وهي مدة كافية للقضاء على بعض الأمور والمعوقات. وبالتالي أعتقد أن ما يستطيع أن يقدمه المجلس هو الحفاظ على أموال المنتسبين والمكتسبات التي حصلت في الماضي والابتعاد عن الشللية في عمل الإدارة وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. وإضافة إلى ذلك أرى أن من واجب المجلس الاهتمام بالقضايا الكبرى والابتعاد عن الأضواء الإعلامية غير الضرورية وتلميع الذات للأشخاص، والاهتمام بالقضايا التي تعنى بالمجتمع الاقتصادي وإزالة العقبات التي تواجه التجار وقضية ميناء جدة والتي لها عامين ونصف العام. أرفض الشللية * كيف ترون سيطرة مجموعة محدودة على إدارة غرفة جدة واللوائح، بينما عدد المنتسبين بالآلاف؟ - أنا شخصيا ضد الشللية وسيطرة الأفراد المحدودين على العمل، وضد شخصنة العمل العام، ولا يجب أن تكون هناك امتيازات شخصية أو مطامع شخصية ولا منافع شخصية سواء مادية أو معنوية، وأعتقد أن الخدمة العامة هي عمل تطوعي يجب أن يكون مجردا عن الأهداف الشخصية، كما أن من يتصدى للعمل العام يجب أن يكون كفوءا وقادرا. صوت لصوت * يعارض البعض آلية التصويت الجديدة والتي أصبحت تعرف ب «صوت لصوت»، كيف تردون على ذلك؟ - موضوع «الصوت لصوت» هو أمر طبيعي في العالم، وللناخب الحق في الترشح والتصويت لشخص واحد، وما حدث هو تصحيح للوضع السابق. وهذا الأمر معمول به في الانتخابات العامة للغرف التجارية في الدول المجاورة. ثم أنه من غير الطبيعي أن تكون هناك تكتلات وأعتقد أنه بدونها لكان سيستحيل على 99 في المائة من منسوبي الغرف التجارية الوصول إلى مجالس إداراتها. شراء الأصوات * كيف ترى ما يحكى عن شراء الأصوات وتقديم الهبات سواء لوسائل الإعلام أو الصحافة لتسليط الضوء على مرشح دون غيره؟ - هذه مسؤولية وزارة التجارة والصناعة، وللأسف هذا الأمر موجود ويحصل كما حصل في الماضي، وفي هذه الأيام في فترة الانتخابات نلاحظ هذه الظاهرة المؤسفة المخالفة للنظام، ونشير هنا إلى أن شراء المرشحين للصحافة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال ظهورهم في وسائل الإعلام دون غيرهم أمر واضح فيه المفاضلة وتغليب المصالح، ولو كانت العملية عادلة لكان ظهر جميع المرشحين في نفس الوقت، وهنا أطالب وزارة التجارة بالتصدي لهذه الظاهرة غير الصحية. *كيف تنظرون إلى مشاركة النساء في الانتخابات والترشح إلى مجلس إدارات الغرف؟ - لا شك أن وجود النساء في مجالس إدارات الغرف أمر صحي، وغرفة جدة كانت السباقة في ذلك، إذ يوجد فيها مركز السيدة خديجة بنت خويلد، وهو متخصص في شؤون النساء اللواتي لهن نشاط ممتاز، ويعملن على تحقيق أهداف سيدات الأعمال، وإزالة العقبات التي تواجه عملهن وتذليلها، وتطوير مساهمة النساء في تنمية المجتمع وأخذ آرائهن في عمل المرأة.