أصبحت التفجيرات عبارة مألوفة في نشرات الأخبار ومكروهة لمتابعي الأخبار في جميع دول العالم، لكن التفجير الذي أتحدث عنه مختلف جدا عما ألف المشاهد من الفضائيات من صور مأساوية تحصد أرواح الأبرياء في كل مكان. وربما لم يلفت انتباه أغلب القراء ذلك الخبر الذي وضع في نهاية النشرات الإخبارية يوم الجمعة الماضي ويصور الانفجار الافتراضي الذي يسبق الانفجار الفعلي على سطح القمر، ثم خبر آخر عن نجاح الانفجار الذي قامت به ناسا على سطح القمر بهدف دراسة الغبار المتطاير لمعرفة مدى وجود ماء على سطح القمر وهو احتمال تكرر وروده في أبحاث سابقة. وما استوقفني في هذا الخبر هو جرأة البشر على انتهاك حرمة هدوء وسكون القمر ونقل التفجيرات إليه، لكن هذا الخبر قد يكون مفرحا للكثير من الشعوب التي أصبحت أراضيها مسرحا للتفجيرات على أمل أن يأتي يوم ينتقل فيه العابثون لممارسة هواية التفجير في كواكب أخرى. في حين تتحسر شعوب أخرى عند سماعها الخبر على عشرات أو مئات الملايين التي صرفت وتصرف على مثل هذه التجارب، ففي الوقت الذي نشاهد فيه هذا الخبر على شاشات التلفزيون نكون قد شاهدنا عشرات الأخبار عن مخيمات اللاجئين في كثير من دول العالم الذين لا يجدون الحد الأدنى من مقومات الحياة، ولو استثمرت الجهود العلمية والمالية على معالجة مشاكل الفقر والجوع في العالم لكن ذلك أجدى. وإذا نظرنا إلى هذا التفجير من زاوية أخرى نجد له أهدافا علمية بعيدة المدى وهي البحث عن الماء والذي هو مؤشر لوجود حياة على القمر، فكوكبنا قد ضاق بما فيه من بشر، والعلماء يحاولون العثور على كواكب أخرى يمكن العيش فيها، لينتقل إليها الإنسان إن ضاقت به الحياة. وهكذا تختلط المشاعر بعد سماع خبر التفجير على القمر بين غضب وأمل وألم، ويذكرني هذا باختلاف المشاعر عندما هبط الإنسان على القمر في الستينات الميلادية، وقد كنت طفلة صغيرة، فقد ابتهج الكثيرون من المهتمين بالأبحاث العلمية من علماء فضاء وبيئة وغيرهم، وحدهم العشاق أحزنهم الخبر فلم يعد القمر رمزا لجمال وجه المحبوبة بعد أن وطأته قدم الإنسان، (وإن كنت قد قرأت وغيري قبل سنوات، وما زالت الإشاعة تتردد بين حين وآخر، عن أن الهبوط على سطح القمر كان كذبة كبيرة صورت مشاهدها في صحراء على كوكبنا). وأذكر مونولوج الفنان عبد العزيز الهزاع الذي يقول في مطلعه «يا قمر وصلك أبولو يا قمر قلي والله وش تقول له يا قمر» واليوم يأتي نشاط آخر لوكالة الفضاء ناسا، ليثير المشاعر، بين ابتهاج وغضب. لكنني أؤمن أن الأبحاث في مجال علم الفلك من أهم الأبحاث خاصة لنا كمسلمين، فمن خلالها تتبين عظمة الخالق وروعة مخلوقاته وأعظمها الكون وما يحوي من ملايين المجرات، فنحن المسلمين أولى من غيرنا بدراسة علم الفلك وسبر أغوار الكون، لنزداد إيمانا ويقينا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 135مسافة ثم الرسالة