في زخم القنوات الفضائية بشكل عام والقنوات الرياضية خاصة، تبقى القيمة الإيجابية في أي حيز من البرامج التي تسلط الضوء على قضايا أو موضوعات جوهرية، وما أكثر ما يفيض به المجال الرياضي مما يستحق التناول والمناقشة والإيضاح، (ولكن) أيضا في المقابل ما أكثر البرامج التي تحبذ التعرض لبعض القضايا الرياضية لكنها تبدأ ثم تنتهي (أقصد البرامج) فيما تظل القضايا على ما هي عليه، هذا إذا لم يزد بعضها غموضا وتشعبا يحدث هذا لأسباب لم تعد خافية حتى على المتلقي البسيط من حيث ما يقف وراء الأسباب. أما الأسباب نفسها فتنبئ عنها زحمة الوجوه وضجيج الأضواء وتداخلها ووصول بعض هذه البرامج الرياضية أو بالأحرى التي تقدم باسم الرياضة وتصنف (افتراضا) في قائمة المواد والبرامج المعنية بهموم وقضايا المجال الرياضي بشكل عام، وآمال وتطلعات واهتمامات الشارع الرياضي، أقول وصول بعض هذه البرامج في بعض القنوات الرياضية من خلال ما يطغى عليها من ضوضاء إلى درجة استطاعت بكل جدارة وامتياز أن تسحب البساط من تلك البرامج التي اشتهرت «بثقافة الضجيج» وقدمت مفهوم الحوار والتحاور بأقصى صور الاحتدام (الاحتدام وليس الاحترام!)، فاتجهت بواقعه وحقيقته نحو «الاتجاه المعاكس»، حتى أضحى ذلك الصنف من البرامج مضرب مثل لكل نقاش يضاعف من نسبة استهلاك «البنادول» وكل مسكنات الصداع، إلا أن هذا التفرد الذي كانت تستأثر منه تلك البرامج والقنوات الأخرى أخذ في التراجع أمام منافسة هذا البعض من البرامج الرياضية التي تجاوزت ذلك «الاتجاه المعاكس» إلى اتجاهات متعددة لا تجد فيها ما يوصلك إلى أي هدف أو نتيجة مما تعنون بها حلقاتها وموادها بقدر ما تصيبك بنفس النزعات النادوية الخاصة والمتخصصة والمتعرية، وبنفس الشحن التعصبي، وكأنما هذا البعض من البرامج جاء ليقدم ما يكتب في بعض الصحافة الرياضية لكن بالصوت والصورة.. والله من وراء القصد. تأمل: الخبرة هي ما يمكنك من إدراك الخطأ إن وقعت فيه مرة أخرى. ص . ب 70188 جدة 21567 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة