بالنسبة لأغلب الجمعيات الخيرية فإن الحاجة تعني الجوع فقط لا غير، رغم أن الحاجة لم تكتسب اسمها هذا إلا تعبيرا عن احتياجات الإنسان المتغيرة بتغير الزمان والمكان، لا أحد يطالب الجمعيات الخيرية بأن توزع على المحتاجين أجهزة كمبيوتر محمولة ولكن حاجتهم لا تتوقف عند كيس الأرز لأنهم قد لا يحتاجونه في بعض الأحيان بل يحتاجون الرعاية الطبية أو السكنية أو التعليمية أو غيره. المحتاجون ليسوا فقط معدومي الدخل ولكنهم أيضا من أصحاب الدخول البسيطة الذين لا يستطيعون تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرهم، وليس خفيا على أحد أن بعض المتقاعدين يعيش ظروفا لا تقل صعوبة عن ظروف الأسر المحتاجة بينما راتبه التقاعدي الضئيل يحرمه من راتب الضمان الاجتماعي، أصحاب الدخول البسيطة لا زالوا قادرين بفضل الله على توفير المأكل والملبس ولكنهم غارقون في بحر الحاجات التي لا تنتهي، لذلك فإن الجمعيات الخيرية لن تستطيع الاستفادة من إمكانياتها المالية الكبيرة إلا إذا غيرت فلسفتها العملية الحالية التي جعلت من الجمعية الخيرية مجرد مستودع للأغذية، وفي أحيان كثيرة تنتهي صلاحيات هذه الأغذية دون أن يأتي أحد لاستلامها. كما أن التبرعات ليست أموالا فقط، ثمة عدد كبير من الشباب والشابات الذين لا يملكون المال ولكنهم يملكون الصحة والوقت ولديهم رغبة كبيرة في عمل الخير، لم يجد هؤلاء مجالات حقيقية للعمل التطوعي باستثناء التجمع في يوم محدد ينظفون فيه مائة متر من الشاطئ الطويل، لو كانت الجمعيات الخيرية قد صنعت مجالا رحبا لاستطاعت الاستفادة من طاقة الشباب الذين يستطيعون مساعدة المسنين والعمل في دور الرعاية والتمريض والتدريس، كما أن المتطوعات للعمل الخيري قادرات على تفهم مشاكل الأسر المحتاجة أكثر من الرجال، خصوصا أن أغلب أفراد هذه الأسر من النساء والأطفال بالإضافة إلى قدراتهن في التطوع للعمل التطوعي في التمريض أو التدريس أو رعاية الأطفال. المبادرة هي أساس العمل الخيري، ولكن العمل الخيري هنا يفتقد روح المبادرة، على سبيل المثال كان بإمكان الجمعيات الخيرية أن تكون شريكا أساسيا في مشاريع الإسكان الخيري ولكنها اكتفت بالتفرج على مشاريع الإسكان الخيري المتفرقة التي اعتمد أغلبها على تبرعات فردية، ولم تشأ أن تمضي بعيدا في المشاركة بمثل هذه المشروعات، كان بإمكانها أن تنشئ مركزا صحيا في قرية منسية أو دارا للأيتام في بلدة بعيدة بدلا من أن تفعل مثلنا وتنتقد الجهة المسؤولة ولا بد أن تبادر لمساعدة المحتاجين وليس مشاركتهم الشكوى. وعند الحديث عن تطوير العمل الخيري لا بد أن يبرز هاجس مشروع حول إمكانية (بعزقة) أموال المحتاجين أثناء عملية التطوير!، فهذه الأموال ليست ودائع مجمدة وبحاجة إلى الاستثمار بل هي تبرعات محسنين يهمهم أولا وأخيرا أن تصل تبرعاتهم إلى الطرف المحتاج مباشرة، لذلك من الضروري أن تصاحب عملية التطوير آليات دقيقة للرقابة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة