أعتقد أن من الخطأ أن نلتقط النظر إلى بعض الممارسات الشبابية من زاوية شخصية بحتة. ذلك أن هذا المنطلق سوف يقودنا حتما إلى مزيد من التنازلات الحقوقية لقيمنا وأخلاقنا التي نعتز بها. إننا نعيش في حصار وهجوم كاسح لا يعني منه رفض الجديد الجميل والمفيد إلا أن من المهم أن نعيش مرحلة فرز وتمييز. وفي اعتقادي أننا متى ما أحسنا النظر إلى مجمل تلك الإفرازات المتدلية يوميا على ناشئتنا ومجتمعنا فإنه سوف نستمد أمصالا من المناعة الأخلاقية. ليس صحيحا في اعتقادي أن يقود أيضا إلى عقد مقارنات بين تلك الملابس الخادشة.. والمخدرات. عقد المقارنات يستلزم دوما التماثل والندية. ومن المعلوم أن المخدرات ليست محل نقاش في ضررها وخطرها وأذاها وهي تصب في حرمات شرعية وأخلاقية. أما تلك الملابس فهي تدخل وتدلف من زاوية وبوابة أخرى وهي المحافظة على السمت والذوق العام والقيم العربية والأخلاق الإسلامية. ولا أعتقد أن أحدا يسره أن تبقى عورة ابنه أو أخيه مكشوفة أو أن يدخل إلى المسجد وهو في زي قد تنكشف معه بعض أجزاء جسمه وجسده في منظر فاضح ومبتذل. يجب أن يعي بعض الزملاء والذين وقفوا في خندق الموافقة أن يدركوا حجم الممارسات التي تقع مع الشباب والتحرشات الأخلاقية والقضايا اليومية التي تمتلئ بها دوائر التحقيق والشرطة ودور الملاحظة. وظهرت أصناف شبابية «أنثوية» تخلت جزئيا أو كليا عن مظاهر الرجولة والذكورة المختصة، ولا شك تربويا أن القنطرة في ذلك تساهلات وتنازلات مظهرية وشكلية وممارسات عملية قادت إلى هذا الصنف «المتخنث». إن الحديث من واقع لا عن خيالات يتحدث بها البعض بحجم تفضي إلى الخلل التربوي الذي نعيش اليوم بعض آثاره. إننا نشاهد مجتمعات حتى غربية وأوروبية لها أجواء محافظة ومن زار بعض الدول الأوروبية وجد التمايز والاختلاف في سقف الحرية المدعى بها. ومن هنا فإن من حق الطفل أو الشاب أن يعيش في لبس أنيق واستعراض جميل لملبوسات ومقتنيات حتى في شعره وحذائه. بيد أن ذلك لابد أن يكون في سقف مقبول ومعقول وأن لا يتحول لاحقا إلى ابتذال وميوعة وأنوثة وخنوثة. أما طرح نظرية صراع الأجيال فتلك يجب أن تبعد في ظل السقف المتاح. أما عند التجاوز فعند ذلك يجب أن يبين الصحيح من الخطأ وهذا هو دور وسائل التربية والوالدين وغيرها من الجهات التي يتعين بها تمييز دائرة المسموح وتجاوزها إلى المحذور. ومن المهم أن نعلم أن ليس ثمة معارضة بين دور الجهات في منع ما يمكن أن يخدش الحياء وبين دور الأسرة التربوي الإصلاحي والمدرسة ودورها التنويري ليتقاطع هذا المثلث المهم في إصلاح الخلل ودرء الخطر. والمتتبع لمسيرة «البنطلون طيحني» يجدها قد انتشرت في البدء بين «النجرز» وأصبح هذا الشكل مرتبطا بعمليات السطو والإجرام.. وهذا مشاهد في كثير من الأفلام المعروضة. إن من الخطأ أن نبحث عن تبريرات للشباب في قيامهم بمثل هذه التجاوزات وأن يتم تفريغها في دائرة الحرية الشخصية. وتهميش حقوق المجتمع في المحافظة على قيمه ومبادئه كما هي المجتمعات الأخرى تؤطر وتنظم وتصدر التعليمات من أجل المحافظة على قيمهم ومبادئهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة