أبلغت «عكاظ» مصادر مطلعة أن لجنة الطب الشرعي في الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة ستباشر تشريح جثمان أكاديمي مكة ناصر الحارثي الذي وجد ميتا في منزله الجمعة الماضي، نزولا عند رغبة والدته الرافضة لفرضية الانتحار ولمعرفة أسباب الوفاة الحقيقية، دون أن توضح المصادر الموعد الزمني المتوقع لعملية التشريح. وأكدت المصادر أن فريقا مؤهلا طبيبا سيتولى تشريح الجثة وفحصها طبيا لتحديد مسببات الوفاة، وستصدر تقريرا طبيا يحدد الأسباب الفعلية بشكل واضح بما لا يدع مجالا للشك، وستقدمه إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام. وقالت مصادر «عكاظ» إن التقرير سيكون نقطة تحول في مسار القضية إذا اكتشفت شبهة جنائية في القضية، حيث ستؤدي إلى فتح الملف مجددا. وبينت مصادر طبية أن نتائج الكشف المبدئي لجثة الحارثي تؤكد شبهة الانتحار إثر ظهور تهتك في عصب الرقبة، موضحة أن تشريح الجثة سيشمل تفحص جميع أجزاء الجسم. وأشارت المصادر أن الأطباء سيدققون بشكل أساسي في عملية التشريح على أعضاء الجهاز القلبي الوعائي، والجهاز التنفسي، والمريء، والمخ، والشبكي البطاني، والأعضاء البولية التناسلية، والغدد الصماء، والأجهزة العضلية والصقلية والعصبية المركزية، مضيفة «إذا وجد تكون ورمي، أو التهاب، أو شذوذ، أو نزيف، أو فقر دم موضعي». وأفادت المصادر أن عملية التشريح ستشهد أخذ مقاطع من الباحات العادية، ومن أية باحات شاذة في كل عضو لفحصها عبر المجهر، وستؤخذ عينات من أي عظام مكسورة لتقدير عمر الكسر عن طريق التصوير بالأشعة والفحص المجهري». وفي السياق نفسه، تبدأ هيئة التحقيق والإدعاء العام التحقيق مع كافة أفراد أسرة أستاذ الآثار ناصر الحارثي صباح اليوم، للوقوف على أخر المستجدات في حيثيات الوفاة التي تسعى دائرة التحقيق في قضايا النفس رصدها والتمحيص فيها للوصول إلى الأسباب الحقيقة وراء وفاته المفاجئة. على صعيد آخر اعتبر خبير وقائد أمني سابق أن باستطاعة السلطات الأمنية معرفة أسباب وفاة أكاديمي مكة ناصر الحارثي من خلال الدم الداخلي وأعضاء الجسم الداخلية. وقال ل«عكاظ» الخبير الأمني اللواء إبراهيم بصنوي إن التشريح الطبي يساعد الجهات الأمنية في الوصول لأكبر قدر من النتائج التي تقود لكشف الحقائق الغامضة في القضايا، مضيفا «على الجهات الأمنية التجاوب مع ذوي المتوفى في تشريح الجثمان وأخذ بصمة العين وتسجيل البصمات الجنائية والقرائن والشواهد الموجودة في غرفة القتيل وسيارته للوصول إلى تحقيق العدالة». وشدد الخبير الأمني على ضرورة التوسع في التحقيق للوصول لنتائج عادلة وإظهار الحقائق، وكذلك الاعتماد على كل قرينة مهما كان حجمها. وألمح بصنوي أن بصمة العين قد تقود جهات التحقيق لكشف إن كان الميت هدد بالقتل قبل وفاته أم فضل نهاية حياته بتلك الصورة بدلا من القتل علنا أمام العامة. واستذكر الخبير الأمني حادثة امرأة تشبه تفاصيلها قضية الحارثي، بالقول «تعود القصة كما رواها لأكثر من 12 عاما حينما وجدت معلقة في شجرة وغلبت التحقيقات في ذلك الوقت وبشكل كبير فرضية الانتحار، إلا أن التوسع في التحقيق وتشريح الجثة قاد لكشف جريمة قتل نفذها وافد باكستاني هرب إلى بلاده، وجرى القبض عليه من خلال الأنتربول الدولي وإعادته للمملكة التي أعترف فيها بكل تفاصيل جريمته البشعة تلك».