عشق الأوقات، وقانون التضاد في الشيء الواحد، ولكن باتجاهين اثنين إقبالا وإدبارا، ومفهوم الحب بين الزوجين، لا يعني التطابق الكامل في كل شيء، ولكن الود والاحترام وقبول أوجه التباين والاختلاف مع من تحب هو الترياق الشافي لكل ما تعتري الحياة من وهن وكدر وعراقيل مادية ومعنوية، وبها تنسج خيوط السعادة ورغد الحياة بين جنبات حدائقها الوارفة الظلال. سألته عن أسباب عشقه لغروب الشمس على ضفاف الشاطئ، أجاب: أحب لون السماء بردائها الزاهي الطبقات، إنه سحر تمازج الألوان وتناغم انعكاساتها على سطح البحر، ونسمات الأصيل تداعب أهداب العصافير الحالمة بأعشاشها الهانئة، وهمسات السكون. تعجبت في نفسها متسائلة؟ وهل للسكون همسات؟ حدق في عينيها وأجابها: إنها همسات المحبين، ابتسمت قائلة: أنت رومانسي يا أحمد، وأنت عملية تنفيذية يا آمال، ضحكت وأردفت قائلة: أنا أحب الحياة، أرثي على حال النائمين الكسالى، أقصد، أجد متعة في مراقبة شمس الصباح وهي تستيقظ كطفلة صغيرة من مهدها، أحب رائحتها البريئة، صدقها ووضوحها على رمال الشاطئ وشفافيتها على قطرات الأمواج، وطيور الكناري المرحة ترقص وتغني بعفوية، وعبق الأزهار تغذي خلايا أنفاسي حماسا وحيوية. ونسمات السكون تداعب أهداب النائمين، استيقظوا، البكور، البكور، بورك لأمتي في بكورها، الملائكة تقسم الأرزاق والناس للأسف الشديد في سبات عميق، نظر إليها بابتسامة عذبة، تفتقدها الآن، وبشدة، بعد رحيله المفاجئ، أحست بالغصة تنهشها وأسدلت الدموع ستائرها الشفافة على عينيها، فقد أحبت الغروب من أجله، وأحب الشروق من أجلها، غفر الله لي ولك يا أحمد، وجمعني بك في شآبيب رحمته، الشروق يعني اللقاء والغروب يعني الوداع. ترى، متى سنلتقي؟. آمال ملاك جدة