أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الداخلي عبد الرحمن الهزاع أن أية مخالفة صريحة في حق «الدين والدولة والمجتمع» لن تقف وزارة الثقافة والإعلام مكتوفة الأيدي، موضحا أن هذه المعايير الثلاثة تتحكم في حركة النشر والحركة الإعلامية في المملكة بشكل عام. وقال الهزاع: «إنه فيما عدا تلك الأمور الثلاثة فإن الأمر مسموح، وفيه مجال واسع وكبير»، مشيرا إلى «أنه يوجد في المملكة أكثر من 1300 دار نشر منحت رخصا من قبل الوزارة، ولديها أكثر من أربعة آلاف مكتبة منحت تراخيص مما يدل على وجود حراك ثقافي واسع في المملكة». وعقد الهزاع أمس مؤتمرا صحافيا مشتركا مع رئيس جمعية الناشرين السعوديين نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب أحمد الحمدان لتسليط الضوء على مؤتمر الناشرين العرب الأول الذي ينطلق غدا تحت شعار (مستقبل صناعة النشر في العالم العربي) في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض. وقال الهزاع: «إن الوزارة يقدم لها الآلاف سنويا من الكتب»، مشيرا إلى أنه «لا يخلو أي بلد في العالم من وضع قيود على النشر، ولا يوجد في العالم مكان يوجد فيه حرية الرأي والفكر 100 في المائة، حيث يوجد لكل دولة أنظمة وتقاليد». حقوق المؤلف ولفت الهزاع إلى أن قضية حقوق المؤلف أصبحت هما دوليا في ظل انتشار النشر الإلكتروني، وتوليها منظمة التجارة العالمية اهتماما كبيرا، وتحاسب الدول التي تخالف الأنظمة والتشريعات وتنتهك حقوق المؤلف، مفيدا أنه يوجد في الوزارة إدارة متكاملة اسمها (الإدارة العامة لحقوق المؤلف). وفيما يخص الترجمة، قال: «إن لدينا قصورا في الترجمة، ولو قارنا إنتاجنا الفكري والأدبي ومدى انتشاره على الرقعة الدولية فإنه يشكل نسبة ضيلة جدا»، مشيرا إلى وجود «جهات في الوقت الحالي تعنى بهذا الجانب وعلى رأسها جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة، كما تبنت الوزارة ترجمة النتاج الفكري السعودي لإيصاله إلى الجميع». وأوضح أن مؤتمر الناشرين العرب الأول يهدف إلى أن تكون مهنة النشر صناعة مؤثرة، وأن يكون الكتاب من أهم اهتمامات المجتمعات والمؤسسات في العالم العربي من خلال تشخيص واقع النشر ومستقبله في العالم العربي، والبحث في إزالة العوائق والأسباب التي تعوق قيام صناعة النشر في العالم العربي. كما يهدف إلى طرح أسس للتنسيق مع الجهات العربية المعنية بالثقافة والنشر للوصول لتصورات التعاون طويل المدى، وطرح الفرص المتاحة أمام صناعة النشر العربي، وكيفية الاستفادة منها والتواصل مع المنظمات الدولية المعنية لإيجاد آلية تواجد دولي للكتاب العربي. وأشار الهزاع إلى أن المؤتمر يستهدف أعضاء ومسؤولي اتحادات وجمعيات الناشرين في الدول العربية ومديري وأعضاء المكتبات العامة والجامعية والمتخصصة، إضافة إلى دور النشر العربية والأجنبية والمستثمرين والمهتمين من رجال الأعمال في قطاع النشر. كما يستهدف مديري إدارات المعارض الدولية العربية والأجنبية والمؤسسات الحكومية المعنية بقطاع النشر والمؤسسات التعليمية والجامعات والمؤسسات شبه الحكومية التي تهتم بالكتاب والنشر والمؤسسات العربية والأجنبية داخل العالم العربي وخارجه التي تعمل على دعم الكتاب والنشر والملاحق الثقافية التابعة لسفارات الدول الأجنبية الممثلة في المملكة ومؤسسات خدمة المجتمع. حرية النشر من جهته، أوضح أحمد الحمدان أن حرية النشر في العالم العربي من المحاور المهمة التي يناقشها المؤتمر، مشيرا إلى أن الكتاب العربي يحتاج في بعض الدول العربية لتأشيرة دخول، حيث إن دخول الكتاب أكثر تعقيدا من دخول الفرد. وأشار إلى أن هذا المحور وضع؛ لأن اتحاد الناشرين الدوليين سيصوت في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري على انضمام المملكة لاتحاد الناشرين الدوليين، بحيث تصبح المملكة عضوا دائما في الاتحاد. وقال الحمدان: «إن من بين جلسات المؤتمر جلسة خاصة لبحث كيفية التعامل مع النشر في الإنترنت والكتاب الإلكتروني»، مؤكدا عدم وجود تصادم بين الكتاب الرقمي والكتاب الورقي، بل إن الرقمي هو داعم ومساند للورقي. مكافحة القرصنة ورأى الحمدان أن نظام المملكة لمكافحة القرصنة هو من أشد الأنظمة في العالم، حيث تفرض غرامة مالية على من يزور أو ينسخ كتابا تصل إلى نصف مليون ريال، لافتا النظر إلى وجود تعاون بين جمعية الناشرين السعوديين وبين إدارة حقوق المؤلف في الوزارة للحد من هذه الظاهرة.وأضاف أن وزارة التعليم العالي أعلنت عن مشاركة الناشرين السعوديين مجانا وعلى حسابها الخاص في كل معرض عربي ودولي. محاور المؤتمر ويناقش المؤتمر عددا من المحاور أهمها: تسويق وتوزيع الكتاب في العالم العربي، حرية النشر في العالم العربي، معارض الكتب العربية ودورها في تطور صناعة النشر، نشر الكتاب المدرسي في العالم العربي، مشكلات الترجمة في العالم العربي، حماية حقوق الملكية الفكرية، النشر الإلكتروني في العالم العربي، مستقبل صناعة النشر، والعلاقة بين الناشر والمؤلف. معرض أمريكا الجنوبية وفي وقت سابق، افتتح الهزاع معرض «الحضور العربي في أمريكا الجنوبية» (أمريك) بحضور السفير البرازيلي سيرجيو لويز كانايس في مركز الملك عبد العزيز التاريخي في الرياض.