تقدم أهالي جبال المسودة في مركز غامد الزناد التابع لمحافظة المخواة في منطقة الباحة بشكوى رسمية إلى وزير التربية والتعليم لإعادة النظر في القرار الذي أصدرته وزراة التربية والتعليم والمتضمن إقفال مدرسة حذيفة بن اليمان الابتدائية في المسودة، اعتبارا من بداية هذا العام الدراسي. وقال محسن بن محمد الغامدي من أهالي قرى جبال المسودة: إن المدرسة يزيد عمرها على 27 عاما، وكان لها الفضل في القضاء على أمية أبنائنا، خاصة أن قرى جبال المسودة تعتبر من المناطق النائية التي يصعب التنقل فيها، حتى مع وجود السفلتة، نظرا للمرتفعات الشاهقة ووعورة الجبال والمنحنيات المخيفة، فكيف سيكون حالنا وحال أبنائنا وهم يجتازون كل هذه الصعاب وبشكل يومي. وأكد الغامدي أن مثل هذه القرارات ستؤثر على خمس قرى بأكملها يدرس أبناؤها في مدرسة حذيفة بن اليمان، وقرار الإقفال سيحرمهم من مواصلة التعليم أو الرحيل إلى منطقة أخرى تتوفر فيها مدرسة. ويصف مؤذن جامع أم حكيم في قرية الكري عبد الله الغامدي قرار إغلاق المدرسة بأنه «مصيبة حقيقية»، إذ يصعب علينا التنقل في ظل الطرق الهالكة التي أزهقت خطورتها العديد من الأرواح، مناشدا وزير التربية والتعليم أن يعيد النظر في القرار الجديد. وأعرب كل من عبد الله الغامدي وعلي بن سعيد الغامدي عن خيبة أملهما في قرار إغلاق المدرسة، مشيرين إلى أنها نافذة أهالي قرى منطقة جبال المسودة نحو العلم والتعليم. ويتذكر علي بن أحمد الغامدي (معلم تخرج في مدرسة حذيفة بن اليمان)، أنه عندما كان يتعلم في المدرسة لم يكن فيها سوى ثلاثة معلمين، والآن أصبحت تضم ثمانية معلمين في هيئتها التدريسية، ما يعني أن الأمور تسير نحو التطور، متسائلا؛ أين سيذهب أبناؤنا وهل سيكبرون دون تلقي التعليم في ظل خوف الآباء على إرسالهم لمناطق بعيدة.