كشفت قناة العربية الفضائية؛ عن رسالة صوتية لنائب زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب سعيد الشهري، تم إرسالها عبر شريحة هاتف متحرك، نقلها موفد القاعدة إلى الأراضي السعودية، يطلب فيها الدعم المالي، الذي يعد الشريان الأساس لحياة التنظيمات الإرهابية. والقاعدة تشهد مؤخرا حالة من الجفاف المالي، بسبب نجاح الإجراءات الأمنية في (ضبط) التبرعات، والحد من استغلال أموال الجمعيات الخيرية والتبرعات في تمويل العمليات الإرهابية، بعد إعادة تنظيم قواعد العمل المالي والمصرفي، وهيكلة الجمعيات الخيرية. وعند تحليل مضمون الخطابات الأخيرة لزعيم القاعدة (أسامة بن لادن) نجده يتحدث عن (حالة العسر) التي يمر بها التنظيم، وأهمية ( الجهاد المالي) ما يعني (عمليا) وجود صعوبات في تمويل المشاريع الإرهابية من جهة، وبروز صعوبات أمنية في جمع وحفظ وتحريك الأموال من جهة أخرى. فالتنظيمات الإرهابية بحاجة إلى ميزانيات كبيرة، للتدريب والتجنيد وشراء الأسلحة، بل وشراء الذمم، واختراق المؤسسات، فالعمل الإرهابي المنفرد، ممكن تنفيذه نسبيا، ولكن تأسيس منظمات إرهابية متكاملة، بأذرعها التنفيذية والمالية والإعلامية والعسكرية بحاجة إلى ميزانيات كبيرة، تتجاوز أساليب التمويل التقليدية مثل الدعم المباشر إلى تجارة الأسلحة والارتباط بجهات تمويل أجنبية، قادرة على التمويل، إذ قدرت مراكز دراسات مستقلة ميزانية القاعدة قبل أحداث 11 سبتمبر بثلاثين مليون دولار. والرسالة الصوتية التي تم كشفها، تشكل تقويضا لبرامج التسويق العقدي للتنيظم، فهذا الموفد المالي الثالث الذي يتم كشفه إعلاميا، إذ تم الإعلان مسبقا عن ضبط رسالة صوتية لأسامة بن لادن، حاول التنظيم تهريبها إلى الأراضي السعودية (المستهدفة تمويليا) عبر جهاز ذاكرة صغير، ثم تلا ذلك الإعلان عن ضبط (حسن علوان) الذي كان يتنقل بين السعودية واليمن، لجمع التبرعات، تحت غطاء بناء المساجد والمدارس، وأخيرا رسالة التنظيم الأخيرة. ويبدو أن الحرب الجارية حاليا بين القاعدة والجهاز الأمني السعودي، بات أبرز محاورها برامج التمويل المالي، فالمال هو الوقود الرئيس للمشاريع الإرهابية، خاصة بعد نجاح الأمن السعودي في القضاء على الأذرع التنفيذية، وتقويض المحركات الإعلامية للتنظيم، ومحاصرة برامج التمويل (التقليدية) ليتبقى تحديات ماثلة تتمثل في برامج التمويل (غير التقليدية) والحاضنات الفكرية (الكامنة) و(المستترة). واللافت قدرة التنظيم على التشكل البنيوي، وفق المتغيرات الأمنية والجيوسياسية، بل واستخدام أساليب متقدمة في علم الإدارة المالية والعسكرية، فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، شرعت القاعدة في تنظيم أعمالها وفق نماذج الأعمال الذكية، عبر تقسيم التنظيم إلى وحدات أصغر، لديها هامش المرونة والحركة، فتشكل أول فرع رسمي للتنظيم (القاعدة في جزيرة العرب) الذي هو الآخر اتخذ قرارات درامتيكية بعد هزيمة في المملكة، تتضمن مغادرة الأراضي السعودية، وإعادة هيكلة التنظيم خارجيا، وبناء قاعدة متماسكة في اليمن، والانطلاق منها إقليميا، مستغلا الأحداث الجارية في اليمن، والتجاذبات الإقليمية في المنطقة، وانخفاض الوعي المجتمعي، واستغلال العاطفة الدينية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة