ليس بدعا هذا التلاحم الذي جسدته البرقيتان المتبادلتان بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بمناسبة اليوم الوطني الذي اقترن بافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول بحضور ملوك ورؤساء وممثلي الكثير من الدول. تلاحم ومحبة متبادلة تربط الأسرة السعودية لتؤكد للجميع أنها على قلب واحد عامر بالولاء لمؤسس هذا الكيان الكبير جلالة الملك عبد العزيز تغمده الله برحمته، والذي يقول عنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في برقيته الجوابية للأمير سلطان: كم كانت سعادتي بالغة أن يتزامن افتتاح الجامعة مع ذكرى اليوم الوطني الذي نستذكر فيه كفاح وعزيمة مؤسس دولتنا الحديثة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وخليق بمثل هذه الجامعة أن تكون رمز وفاء لموحد دولتنا الذي أفنى عمره في سبيل الله جل جلاله ثم تجسيد حلمه الوحدوي الذي حمله هاجسا ملحا وتوجه بقيام دولتنا الحديثة المملكة العربية السعودية، فوفاء لهذا الرجل العظيم نقدم هذه الجامعة كبعض قطاف زرعه معلما حضاريا وإنسانيا وعلميا لعلنا بذلك نفيه بعض حقه من الوفاء. والواقع أن اليوم الوطني هو رمز الوفاء للملك عبد العزيز الذي استطاع أن يوحد الجزيرة وينشر الأمن والاستقرار في ربوعها بإقامة الدولة السعودية والحكم بشرع الله الذي جسد العدل، ويسر نشر العلم في ربوع البلاد ليجيء افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تتويجا لتلك الجهود التي أشارت إليها برقية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز بما نصه: إنني يا سيدي أشعر بالغبطة والسرور ونحن في المملكة العربية السعودية نشهد ملحمة تأسيس هذه الجامعة وافتتاحها ضمن مشروع وطني كبير تزامن هذا العام مع ابتهاجنا باليوم الوطني لبلادنا، ولاشك أن شهادة من شرف حفل افتتاح هذه الجامعة هي وسام تقدير لنا، وتعبير عن ما يحتله شخصكم حفظكم الله من تقدير عالمي ومكانة بارزة في التاريخ المعاصر للمنطقة والعالم، وتقدير آخر لمستوى وتقدم هذه الجامعة وعالميتها، بأهدافها وتوجهاتها وبرامجها في خدمة العلوم والتقنية في الحياة الإنسانية. ثم يمضي سمو الأمير سلطان متحدثا عن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وإخلاصه للعقيدة السمحة قائلا: سيدي خادم الحرمين الشريفين : لقد عرفتك شغوفا بالوطن، مخلصا للعقيدة وفيا للأمة محبا للإنسانية، وحريصا على العلم وأهله، فسخرت يا سيدي ما تملك من مال وجهد ومكانة للتوفيق بين الحضارات ولنشر قيم العدل والتسامح، وعملت على تقديم الحوار سبيلا لحل النزاعات وتبديد الخلافات وفتح قنوات التعاون الحضاري بين الأمم والشعوب، فعرفكم العالم قائدا ملهما وسياسيا حكيما، داعيا للسلام مبشرا بالخير عطوفا على الفقراء، وحريصا على العلماء، تفيضون إنسانية ورحمة، فأتت هذه الجامعة رمزا لتلك الجهود وثمرة نقطفها اليوم بعد أن ولدت حلما، وتربت فكرة، وتجسدت مشروعا رعيتموه لبنة لبنة، وخطوة خطوة، إيمانا منكم حفظكم الله بأهمية وأفضلية العلم، كما في قوله تعالى: «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب». ثم جاءت خاتمة الكلمات الصادقة من قلب سمو الأمير سلطان مؤكدة ذلك التلاحم الفريد بين الأسرة الحاكمة حيث يقول لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله: يا سيدي .. إن هذه الجامعة ما هي إلا لبنة واحدة في مشروعكم الوطني الكبير للتحديث، فلقد شيدتم المدن الصناعية، ودعمتم الأبحاث والكراسي العلمية، وضاعفتم عدد الجامعات السعودية، وبنيتم اقتصادا يقوم على المعرفة، واستثمرتم في الإنسان تعليما وتدريبا وتوظيفا لأنه ثروة الوطن التي لا تنضب، ونحمد الله أن بلادنا اليوم جنبا إلى جنب في صفوف دول متقدمة، ونسير بها بجد وعزيمة نحو العالم الصناعي الأول، وقد أخذنا بالأسباب المادية متوكلين على الله، ثم متسلحين بعزيمة المؤمن التي لا تلين. إنه الوفاء والولاء الذي يجسد روح التعاون البناء لصالح المملكة وأهلها فليحفظ الله المليك وولي عهده الأمين. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة