شدد استشاري الأمراض الباطنية والغدد الصماء الدكتور مازن فقيه على أهمية التحلي بالوعي الصحي لمواجهة خطر انتشار انفلونزا الخنازير. وقال فقيه ل «عكاظ»: إن ظهور الأوبئة الحديثة لم يكن أمرا مستغربا، موضحا أن فيروس الانفلونزا تسبب خلال القرن العشرين بانتشار ثلاثة أوبئة خطيرة، أولها «الانفلونزا الإسبانية» (n1h1) ما بين عامي 1918 و1919، التي تسببت في وفاة نحو 40 مليون شخص، وتبعتها موجتان من الانفلونزا كانتا أقل خطورة منها، هما «الانفلونزا الآسيوية» ما بين 1957 1958، التي أودت بحياة نحو أربعة ملايين شخص، فيما تسببت «انفلونزا هونغ كونغ» في عامي 1968 و1969 في وفاة مليوني شخص. وأشار إلى أن العالم واجه موجات وبائية عدة منذ مطلع القرن التاسع عشر، غير أن حصيلتها لم تكن بحجم ما شهده القرن السابق، فقد أصاب وباء الالتهاب الرئوي الحاد اللانمطي (سارس) الذي ظهر عام 2003 في الصين ثمانية آلاف شخص، وأودى بحياة أكثر من 800 شخص في العالم، منهم 350 في الصين فقط، كذلك فتك فيروس انفلونزا الطيور (اتش5 ان1) بأكثر من 250 شخصا معظمهم في جنوب شرق آسيا منذ ظهوره عام 2003. وحول السلالة الجديدة من الانفلونزا (انفلونزا الخنازير)، قال الدكتور فقيه: السلالة الجديدة خليط من فيروسات انفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور والانفلونزا التي تصيب الإنسان، وتمثل أكبر خطر لانتشار وباء عالمي على نطاق واسع. وعن اختلاف ظروف انتشار الأوبئة في السابق عن الوقت الحالي، أوضح أن فترة انتقال المرض حول العالم كانت تستغرق نحو أربعة أشهر، أما الآن فيكفي أربعة أيام فقط، وذلك بسبب سرعة الانتقال من مكان لآخر عبر الطيران، مما يسهم في سرعة نقل المرض من مكان لآخر، لكن في المقابل هناك تقدم كبير في وعي الناس بخطورة الأوبئة عن الماضي، ويرجع الفضل في ذلك إلى وسائل الإعلام المختلفة والمتطورة التي تتابع الأحداث لحظة بلحظة، كما أننا يجب ألا نغفل أن التقدم الطبي الهائل يؤدي دورا إيجابيا في الحد من انتشار الأوبئة على خلاف القرن الماضي، فيوجد حاليا لقاحات للكثير من الأمراض المعدية لم تكن موجودة سابقا، خصوصا الانفلونزا الموسمية. وأثنى فقيه على جهود وزارة الصحة المواكبة والمتابعة للتطورات، لا سيما من خلال إجراءات الخطة الوطنية التي وضعتها للوقاية من مرض انفلونزا الخنازير التي تستند على توصيات منظمة الصحة العالمية عبر وضع أجهزة كشف حرارية في المطارات والمنافذ الحدودية للكشف على القادمين من الدول الموبوءة بالانفلونزا، وإعادة الفحص المخبري للمشتبه بإصاباتهم في المختبر المركزي في الرياض التابع لوزارة الصحة، فضلا عن الرعاية الصحية التي تقدم للمرضى.