تسعة وسبعون عاما مرت على توحيد المملكة ومن ثم تسميتها بهذا الاسم الذي نعتز به ويشار إليه بالبنان، حيث سعى طموح الموحد الملك عبد العزيز إلى تحقيق حلم جبار، وهو تحجيم النزاعات القبلية ثم جمع الكلمة وتوحيد الاتجاهات في وطن نفاخر فيه من جميع الأوجه. على القمة من هذه المفاخرة ما تحقق من طموحات اقتصادية وعلمية وصناعية ونمو اجتماعي، فبالأمس القريب جرى افتتاح صرح علمي أشاد به الكثيرون، وبالأمس تحاور القائدان الكريمان خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حول آخر المشروعات التي تحققت، وذلك افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية خلال الاحتفال بالذكرى 79 منذ وحدها الوالد القدير الطموح الملك عبد العزيز طيب الله ثراه. فخادم الحرمين الشريفين يخاطب أخاه ويده اليمنى بقوله: «تلقينا كتابكم المؤرخ 5/10/1430ه الذي حمل إلينا مشاعركم الكريمة تجاهنا وتجاه ما قمنا به نحو ديننا ووطننا الذي تجسد في بعض معانيه فيما أقمناه من صرح علمي عالمي حاضنته جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية والتي نأمل أن تكون منارة علم يستفيد منها أبناء وطننا فيما يعود نفعه على ديننا ثم بلادنا والعالم أجمع من خلال نماذج الأفكار والعلوم، ويعلم الله أننا في توجهنا هذا لا نسعى إلا لخدمة ديننا وبلادنا وأهلنا في محيط من القيم والأخلاق والأصالة لتعزيز مفاهيم العطاء العلمي تجسيدا على تراب أرضنا الطاهرة». وهذا جزء من رسالة أبي متعب لأخيه سمو الأمير سلطان التي بعثها إليه والتي ورد في جزء منها: «إنني يا سيدي أشعر بالغبطة والسرور ونحن في المملكة العربية السعودية نشهد ملحمة تأسيس هذه الجامعة وافتتاحها ضمن مشروع وطني كبير تزامن هذا العام مع ابتهاجنا باليوم الوطني لبلادنا، ولا شك أن شهادة من شرف حفل افتتاح هذه الجامعة هو وسام تقدير لنا وتعبير عن ما يحتله شخصكم حفظكم الله من تقدير عالمي ومكانة بارزة في التاريخ المعاصر للمنطقة والعالم، وتقدير آخر لمستوى وتقدم هذه الجامعة وعالميتها بأهدافها وتوجهاتها وبرامجها في خدمة العلوم والتقنية في الحياة الإنسانية». هذا الحوار الدافئ بين قائدين تجمعهما صفات الإنسانية والشعور البناء نحو تكميل أهداف هذه البلاد التي وهبها الله عائلة متكاتفة متعاونة تتبادل المشاعر البناءة ويكمل عمل كل فرد منها ما بدأه الآخر سواء كان من سابقيه أو ممن هم معاصرون له. إن من ينظر إلى ما حوله من صراعات ومشاغبات وتهديد للأمن لا يملك إلا أن يشكر الله سبحانه على ما أنعم به على هذه البلاد من وحدة الكلمة ودفء المشاعر بين القادة والمواطنين. بل إن من يستقرئ التاريخ القريب منه والبعيد يرى أن وحدة المملكة التي مر على إعلانها ثمانون عاما في استقرار وبناء وتطوير إنما هي ثمرة طموح خلفه موحد البلاد بجهود كان أساسها ستين رجلا وضعوا أساس عملية التوحيد منطلقين من العاصمة الرياض بصبر وجلد ومثابرة، إلى أن أكملوا مهمتهم بفخر واعتزاز. فالحمد لله سبحانه على أن هيأ لنا هذا المناخ البناء الذكي الذي أهدافه دائما بناءة ورجاله ينفذون بإخلاص مشروعات رائدة يندر أن يكون لبعضها مثيل في محيطها الجغرافي. والحمد لله أن وهب خادم الحرمين الشريفين وإخوانه وأعوانهم هذا القدر من الشفافية والطموح والسعي إلى استقطاب الخيرين من أنحاء العالم للإسهام في بناء هذا الوطن. غفر الله للموحد ومن لحق به من أعوانه وأبناء وطنه الذين أسهموا في البناء، وبارك في هذه الجهود الخلاقة التي نراها تتوالى للوصول بهذا الوطن إلى مراتب عالية من التقدم والأمن والازدهار. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة