أظهرت دراسة أجرتها هيئة الرقابة والتحقيق أن متوسط الوقت الفعلي لعمل الموظف الحكومي لا يتجاوز (3.5) ساعة يوميا وهو ما يشكل أقل من نصف ساعات العمل اليومي، مشيرة إلى أن تكاليف هذا الهدر «المباشر» تقترب من 40 مليار ريال. وترجع الدراسة أسباب ذلك إلى التأخر عن الحضور الصباحي والخروج للمدارس ومتابعة الأمور الخاصة والانصراف قبل نهاية الدوام وزيادة عدد الموظفين عن حاجة العمل في بعض الأقسام.. وغيرها. وهذه الأسباب تندرج كلها تحت عناوين رئيسة من عدم الشعور بالمسؤولية واختلاط الخاص بالعام وسوء الإدارة وغيرها ولكل عنوان تكاليف هائلة وغير مباشرة على الوطن تفوق ما جاء في تقرير الهيئة. لا أعرف نظاما إداريا على مستوى دولة يمكن أن تصل فيه نسبة الغياب المقنن عن العمل أكثر من 55% - إن لم يكن أغرب تنظيم بشري- ورغم ذلك يحصل العاملون على حقوقهم كاملة غير منقوصة!! أما عندما نتحدث عن الجودة وكفاءة الإنتاج فإن الأمور تبدو أكثر قتامة وسوداوية. الذين يتغيبون عن العمل بهذه الصورة ويحصلون على حقوقهم كاملة غير منقوصة هم الذين يتقدمون المتكلمين عن الوطنية، وهم الذين يتباكون على تردي الخدمات العامة، وليتهم يكتفون بذلك، بل نراهم في المجالس يعالجون السياسات الدولية وينظرون للحياة والكون، وينتقدون كل شيء تقريبا إلا سوء عملهم والفجوة التي تزايدت مع الزمن في مجتمعاتنا بين الوعظ الزائف والسلوك العام. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة