لدي ثلاث مفارقات عجيبة أفتوني فيها، الأولى أننا مجتمع يتسم بالنقاء ويصنف بالخصوصية، والثانية أن مناهجنا ومنابرنا يغلب عليها الطابع الوعظي والديني، والثالثة أننا من أكثر شعوب العالم تهريبا للمخدرات! كيف استطعنا أن نجمع بين هذه المتناقضات في وقت واحد؟ مثل هذه الألغاز لا تزال تكتنف خطابنا العام الذي يعاني من الازدواج، وهو ما جعلنا نفشل في إيجاد تشخيص محايد وموضوعي لمثل هذه الحالة الانفصامية وما في حكمها فضلا عن إيجاد حلول حقيقية لها. إذا كان خطابنا العام ومناهجنا الفكرية والتعليمية تنطلق ولله الحمد من أسس إسلامية، فما الذي يجعل النتائج على الضفة الأخرى بهذه الصورة من القتامة! تقول التقارير المتحفظة إن المتعاطين المنتظمين أكثر من 140 ألف شخص، وأن أكثر من 700 ألف حبة كبتاجون تستهلك يوميا في المملكة، وأن 37 ألف شخص يتم القبض عليهم سنويا، هذا كله خلاف الكميات الخرافية التي يعلن عن ضبطها تباعا على الحدود البرية. المملكة تصنف اليوم بأنها الأكثر صرامة في الرقابة على المنافذ الحدودية، وأنها الأكثر حزما في تطبيق العقوبات والحدود، لكن على الضفة الأخرى نحتل مركزا مماثلا، بل وأكثر تقدما، في نسبة تهريب وتعاطي المخدرات.. ترى أين الحلقة المفقودة؟ فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة