يلقي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأسبوع المقبل كلمة في الأممالمتحدة في نيويورك بعد تظاهرات جديدة في إيران احتجاجا على إعادة انتخابه رئيسا وبعد تصريحات جديدة له حول المحرقة أثارت استنكار الأسرة الدولية. وسيلقي نجاد كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل لقاء مقرر في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) بين إيران والدول الست الكبرى حول برنامج طهران النووي. وتشتبه الدول الغربية في سعي إيران لامتلاك القنبلة الذرية تحت ستار برنامج نووي مدني، الأمر الذي تنفيه طهران. وقدمت طهران الأسبوع الماضي مجموعة اقتراحات للدول الكبرى الساعية لإقناعها بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم. وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الجمعة أن على إيران أن تقرر الآن إن كانت تريد حقا الدخول في مفاوضات جدية حول ملفها النووي. وأمهلت واشنطنطهران حتى نهاية سبتمبر (أيلول) من أجل الاستجابة لمطالب الغرب وتجنب فرض مجموعة رابعة من العقوبات الدولية عليها. من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الأحد إن على إيران أن تقوم بخطوات ملموسة لتثبت أن برنامجها النووي سلمي بحت. غير أن أحمدي نجاد تمسك بمواقفه وأكد في مقابلة أجرتها معه شبكة «ان بي سي» الأمريكية الخميس أن إيران تبقى على استعداد للتفاوض غير أنه استبعد قطعا وقف برنامج تخصيب اليورانيوم. وفي اليوم التالي، أثار موجة تنديد واسعة وشديدة إذ وصف مرة جديدة محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية بالخرافة. وقال في طهران خلال تجمع بمناسبة يوم القدس تضامنا مع الشعب الفلسطيني إن الغرب أطلق خرافة المحرقة اليهودية، لقد كذبوا. وندد البيت الأبيض بهذه التصريحات، معتبرا أنه لا أساس لها وتنم عن جهل، كما شجبها الاتحاد الأوروبي، معتبرا أنها تشجع على معاداة السامية والكراهية. وفي موسكو، نددت وزارة الخارجية بكلام «غير مقبول إطلاقا». ويتوجه أحمدي نجاد إلى نيويورك في وقت لا تزال إعادة انتخابه في 12 يونيو (حزيران) تلقى معارضة داخل إيران. واغتنمت المعارضة التجمع الرسمي الذي نظم الجمعة في يوم القدس فنزلت مجددا إلى الشارع للتنديد بنتائج الانتخابات الرئاسية وإبداء دعمها لخصم أحمدي نجاد الانتخابي مير حسين موسوي، وذلك بالرغم من التحذيرات الشديدة التي أطلقتها السلطة. وقامت قوات الأمن بضرب العديد من المتظاهرين وتوقيفهم بحسب إفادات شهود. من جهة اخرى هاجم المرشد الإيراني على خامنئي إسرائيل معتبرا أن تظاهرات الجمعة في مناسبة يوم القدس تضامنا مع الفلسطينيين كانت صرخة للمسلمين في وجه «السرطان الصهيوني» الذي «ينخر» العالم الإسلامي. وقال خامنئي في خطبة عيد الفطر أمس «إن يوم القدس صرخة واضحة للمسلمين في وجه السرطان الصهيوني المدمر الذي تسبب به المحتلون والاستعمار».