قبيل صلاة العيد ذهبت هدى محمد مع زوجها لإخراج زكاة الفطر، ففوجئا أن البائع يبيع ما تبقى لديه من أكياس الأرز القليلة إلى مزكين متعددين، وإن أعطى الأرز أو التمر فإنه كما توضح سلوى خالد مبلل بالماء أو تالف. هذا الأمر لم تكشفه هدى وسلوى إلا عقب صلاة العيد، وهنا تتساءلان عن حكم ذلك، خاصة أنه انتهى وقت إخراج الزكاة. في الوقت الذي يطالب فيه الأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الإسلامي السابق الدكتور عبد الوهاب نور ولي بمراقبة شديدة على بائعي زكاة الفطر من قبل وزارة التجارة، من خلال حملات مراقبة منظمة. فإن الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية في جدة مصطفى صبري أكد أن هناك أضرارا صحية ونفسية على المستفيدين من تلك الزكاة المغشوشة، وهذا إضرار بالغير. لكن رئيس جمعية البر الخيرية في جدة مازن بترجي يعاتب البعض على إخراج الزكاة للبائعين في الشوارع، مشيرا إلى أن عدد من الجهات الخيرية المرخص لها تقوم بهذا العمل نيابة عن الغير بطريقة آمنة وغير مغشوشة. وفيما يؤكد القاضي في المحكمة العامة في جدة الشيخ فيصل الشيخ، أن تحريم الغش بعمومه لا يجوز شرعا فإنه يتأكد إذا كان يتعلق بعبادة أو شعيرة إسلامية، فإن عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام السابق الدكتور سعود الفنيسان يشير إلى أن الحرمة تشمل البائع والمشتري ومخرج الزكاة إذا كانوا عالمين فيها، مؤكدا أن الإثم يزداد إذا كان المغشوش فقيرا.