من الأقوال التي تم تداولها حتى فقدت طعمها ولونها حتى نكهتها؛ مقولة «الكلام ما عليه جمرك»، ومع أن الكلام هنا يعني الكلام المسؤول الذي يحمل وعدا أو يروي قصة أو يدعي بطولة، إلا أن الاستخدام المتوالي والمتتالي للمقولة أنزلها من عليائها وجعلها تعني كل كلام مسؤول أو غير مسؤول يقال في مكانه ويكون فائضا عند مثل فائض أرباح تجارنا الذي تخالف كل النسب العالمية وتصل إلى حساباتهم سالمة من سكين الضرائب الحادة ونافرة من مشط الزكاة الحنون. المهم، إن هذه المقولة وليست الحكمة ولا المثل أصبحت مناقضة لأوضاع عصرها، خاصة بعد اختراع صاحب الكرامات الجوال أو النقال أو الموبايل. فالكلام الآن أصبح بفلوس وعليه جمرك لا في محاضرات السياسيين المودعين لكرسي الرئاسة مثل بل كلينتون، بل حتى في هروج الفاضين والعاشقين والنصابين. ومن مميزات هذا الداء الفايروسي أنه لا يقتصر على طبقة دون غيرها، بل يشمل ببلواه الجميع، والأقل دخلا هم الأكثر خسارة؛ لأنهم عندما لا يجدون ما يفعلونه يثرثرون. الغريب أن بعض الشباب الذين يشتكون طول ليلهم ونهارهم تجدهم كل يوم بجوال وكل جوال بيد والحسابة تحسب والجمرك شغال. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة