يقول الناس في بعض الأمصار إذا أراد الواحد منهم نقل خبر وفاة شخص عزيز، يقول ناقل الخبر للآخر: فلان أعطاك عمره، فيفهم السامع أن المخبر عنه قد انتقل إلى رحمة الله إن شاء الله!، ولكن العبارة نفسها عبارة فارغة من المضمون وغير واقعية فلا أحد يعطي عمره لأحد غيره ولا حتى لأقرب المقربين إليه، ولو حاول ذلك لما استطاع طبقا لناموس الموت والحياة لأن العمر مقدر ومحدد لا أنت تعطي من عمرك شيئا للآخرين ولا تأخذ من أعمارهم شيئا، حتى لو رحلوا وهم في ريعان الشباب فما بالك إذا كان رحيلهم بعد أن يكونوا قد صفوا العداد؟! ومن المجاملات بين الزوجين أن تقول المرأة لبعلها: «ربي يجعل يومي قبل يومك!»، وقد يبادلها بعلها المودة والمجاملة فيقول لها العبارة نفسها وقد يفصح عما في قلبه.. أو يكنن في نفسه ويقول هامسا: آمين!، ولكنهما في الحالتين لا يعنيان ما يقولان، حيث تقول المرأة الشامية لابن عمها الذي تبعلها: تقبرني يا إبن عمي! فيرد عليها إن كان محبا لها محافظا على مشاعرها تقبريني يا بنت عمي!، والمعنيان في العبارتين المتقدمتين واحد ولكن أغلب الظن أن العبارتين لا تخرجان عن كونهما من المجاملات اللطيفة لا أكثر ولا أقل، وهذه هي الصورة العامة. لكن ذلك لا يمنع أن تكون في الحياة صور نادرة جدا من الوفاء خاصة من جانب المرأة لبعلها لأن المرأة أكثر وفاء من الرجل حسب ما أثبتت وقائع التاريخ الإنساني في معظم الحالات!. وهذا لا يعني عدم وجود رجال أكثر وفاء لنسائهم ولكن المسألة مرتبطة بالنسبة والتناسب، وقد قرأت كثيرا عن نساء تبرعن بأعضائهن لبعولتهن من كلى وكبد ونحوها، ولكنني لم أقرأ بعد عن بعل تبرع لزوجه بعضو من جسده، وقد يكون ما فاتني حصل ولكن لم ينشر عنه أو نشر عنه فلم أطلع عليه على الرغم من متابعة مثل هذه الصور الإنسانية الرائعة! ومن أكثر العبارات التي تحط من قدر الشعوب في العالم الثالث أن يخرج نفر من الخلق، لينادوا في الشوارع «بالروح بالدم».. استجابة لمن دفعهم إلى رفع مثل هذه الشعارات الرخيصة، وهو ما لا يمكن حصوله في دول العالم الأول لا بطريقة عفوية ولا مخططة لأن تلك الشعوب تعرف مالها من حقوق وما عليها من واجبات، والأدهى والأمر أن الذين يزعمون أنهم مستعدون لبذل أرواحهم ودمائهم فداء لفلان أو زعطان يذوبون كما يذوب الملح في الماء عندما يتهاوى ذلك الإنسان. هذا إن لم يحملوا عليه مع غيرهم رافعين شعارات مماثلة لمن أتى بعده.. وهكذا دواليك حتى يتحولوا من بهائم إلى أوادم.. أما متى يكون ذلك؟، فالله وحده هو العالم!؟. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة