في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال في سورة البقرة : (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون). وفيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان.. وكان عليه الصلاة والسلام يعطي عطاء من لا يخاف الفقر. وقد تأسى به صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم فأنفق أبو بكر الصديق رضي الله عنه ماله كله في سبيل الله، وحاول سيدنا عمر أن يسابقه ولكنه رغم ما تصدق به لم يصل إلى ما تصدق به أبو بكر. ولقد كان سيدنا عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة من أثرياء الصحابة فتبرعوا وتصدقوا بما تم تجهيز الجيوش وإغاثة الضعفاء والأرامل والمساكين. وللإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مقولة عندما رأى المال قد ملأ الخزينة ففرقه على الناس وكنس الخزينة وغسلها بالماء وهو يقول: «يا صفراء غري غيري». وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه وهو يحضهم على الصدقة والإحسان: «أيكم مال وارثه، أحب إليه من ماله ؟ قالوا: يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه. قال: فإن ماله ما قدم أي أنفق وبذل ومال وارثه ما أخر: أي ما اكتنز وادخر». ويقول عليه الصلاة والسلام: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، واعط ممسكا تلفا». ويضرب الرسول صلى الله عليه وسلم مثلا ويرسم صورة جميلة لفضل الله حين يغمر الباذلين فيقول: «بينما رجل يمشي بفلاة إذ سمع صوتا في سحابة يقول: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة أي أرض ذات حجارة سود فإذا شرجة أي مسيل ماء قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته. فقال له: يا عبد الله ما اسمك ؟ قال: فلان. وهو الاسم الذي سمعه في السحابة. فقال: ولم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك، فماذا تصنع فيها؟ فقال: أما إذا قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثا».. وهكذا يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم الناس أن ما يبذلونه في سبيل التكافل الاجتماعي لا يذهب عند الله بددا، ولا يضيع عليهم سدى، وإنما ينميه الله لهم، ويرده عليهم أضعافا مضاعفة. وإذا كانت الصدقة بعامة حسنة فإنها على الأهل والأقارب صدقة وصلة، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة». وقال عليه الصلاة والسلام أيضا: «الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة».. فيارب وفق عبادك لما يرضيك ويكون لهم نافعا في يوم تزل فيه الأقدام. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة