نبه عدد من العلماء إلى مشروعية صيام ستة أيام من شهر شوال.. مشيرين إلى أن ثواب صيامها يعدل صيام الدهر كله. وأشاروا إلى جواز صيامها متتالية أو متفرقة في ذلك الشهر حسب ما يتيسر للمسلم، لأنها سنة وليست فريضة، والأمر في ذلك واسع. استكمال الأجر عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا الدكتور عبدالوهاب بن ناصر الطريري أورد الدليل على مشروعية صيام ست من شوال بحديث مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر. وقال: وإنما كان صيام رمضان وإتباعه بست من شوال يعدل صيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، وقد جاء ذلك مفسرا في حديث ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام سنة. يعني رمضان وستة أيام بعده. ومبينا أن الحكم في ذلك ليستكمل بها المسلم أجر صيامه، وأن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص؛ فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة، وأكثر الناس في صيامهم للفرض يكون هناك نقص وخلل، فيحتاجون إلى ما يجبره ويكمله من الأعمال، وأن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، فمعاودة الصيام بعد الفطر شكر لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب. وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك من أنواع شكره، فقال: (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)، فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكرا عقب ذلك، إن الأعمال التي كان العبد يتقرب بها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بانقضاء رمضان، بل هي باقية ما دام العبد حيا، فالعائد إلى الصيام بعد فطره يدل عوده على رغبته في الصيام وأنه لم يملله ولم يستثقله ولا تكره به. صيام شوال أما الدكتور محمد بن تركي التركي أكد أنه لا يجوز أن يصوم الإنسان الست من شوال في غير شهر شوال؛ لأن الحديث جاء بتخصيص هذه الأيام الستة في شهر شوال فقط، كما في الحديث الذي عند مسلم وغيره من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال»، وأما ما جاء في بعض الروايات «وستة أيام بعده» انظر ما رواه ابن ماجة والدارمي، وأحمد من حديث ثوبان بن بجدد رضي الله عنه فهي محمولة على أنها من شوال؛ لورود تخصيصها في الروايات الأخرى، وبهذا يحصل الجمع بين الروايات. تقديم القضاء وحول تقديم القضاء على صوم الست أوضح مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله أن العلماء اختلفوا في ذلك، والصواب أن المشروع تقديم القضاء على صوم الست وغيرها من صيام النفل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر» أخرجه مسلم في صحيحه. ومن قدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان، وإنما أتبعها بعض رمضان، ولأن القضاء فرض، وصيام الست تطوع، والفرض أولى بالاهتمام والعناية. ليس لازما وكانت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء قد أكدت أنه لا يلزم المسلم أن يصوم الست بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة.