تعيش سعيدة.ع.خ منذ 15 عاما مسلسلا من العذاب بدأ وهي في الرابعة من عمرها، فكل شبر في جسدها يحمل قصة ألم كتبت بأيدي أهلها ثم زوجها. تنتشر في جسد سعيدة طعنات سددتها والدة زوجها وجروح وحروق بيد إخوتها الذين دفعوها إلى الخروج، تتحدث بحرقة : «كنت منبوذة فهربت من المنزل في الخامسة من عمري وأعادتني الشرطة». تتحرج سعيدة عن إكمال قصتها، إلا أنها تتحامل على جرحاها قائلة : «تحرش بي أكبر إخواني وكان يضربني بقسوة، فلجأت إلى دار الحماية الاجتماعية وبقيت لمدة عام». خرجت سعيدة إلى العالم واصطدمت بواقع أسرتها التي لفضتها فحاولت الانتحار غير مرة، تكمل :«كانت أصعب لحظات حياتي، وبعد أن فشلت، أحسست ببصيص أمل بعد أن تقدم لخطبتي شاب، ولكن منذ اليوم الأول وهو يعيرني بأهلي». حملت سعيدة في المرة الأولى وطلب زوجها أن تسقط، حملها فنفذت على حد قولها ، وفي المرة الثانية لم تستطع إنزال جنينها، قائلة: «رفض زوجي الاعتراف بطفلي، فلجأت إلى أهلي الذين رفضوني للمرة الثالثة، وأتمنى أن أجد حياة كريمة فعملي الحالي تنظيف البيوت». ويؤكد مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور علي الحناكي أن سعيدة تعاني من ضغوط نفسية واضطرابات نفسية وتحتاج إلى إعادة تأهيل في مركز متخصص.