تميزت محافظة جدة ذات يوم بلجنة تسمى لجنة التنسيق العليا، وكان من مهامها التنسيق بشأن كافة المشروعات التي يتم تنفيذها في المحافظة والرفع بشأن الشركات والمقاولين المخالفين لمجاراتهم وتحميلهم المسؤولية كاملة. وكانت اللجنة تضم مندوبين عن كافة الجهات الخدمية والأمور تسير بشكل رائع ولم تكن بهذه الفوضى الحالية. على أن هذه اللجنة أصبحت بقدرة قادر فعلا ماضيا، فتحولت شوارع جدة إلى حفر تئن تحت أوجاع ومطارق وفؤوس شركات الحفر، وما تسببه من تلف لخطوط وشبكات الخدمات من مياه وهاتف وكهرباء. بعض الشركات تضع لوحات كتب عليها (نأسف لإزعاجكم ونعمل من أجل راحتكم)، في الوقت الذي تستمر فيه أعمال الحفريات لسنوات طويلة والبعض الآخر بمجرد أن تنتهي الشركة من حفرياتها ويعاد سفلتتها، تأتي شركة ثانية وثالثة ورابعة (لتخريب وتدمير) ما أصلحته الشركة التي قبلها وهكذا سلسلة لا نهاية لها!. وتطبيقا للمثل الشهير «مصائب قوم عند قوم فوائد»، انتشرت ورش السيارات لاستقبال سياراتنا التي أصيبت مفاصلها نتيجة الحفريات والمطبات، ولا أعرف كيف ستستقبل جدة الزوار والمصطافين بشعارها الشهير «ابتسم أنت في جدة»، فيما هم يتقافزون من حفرة إلى حفرة. ماهر عبد الصمد بندقجي جدة