لافت للنظر تطبيق شعار الرجل أولا حتى في دور العبادة، فبعد أن تواصلت الجهود في إقصاء وتحديد مكان للمرأة وسط الحرمين الشريفين، ظهر جليا مكانها في المساجد والجوامع المتناثرة في الأحياء السكنية.. حيث يخصص للنساء مكان لصلاة التراويح والتهجد في رمضان فقط، ومكانها في العادة هامش المسجد أو ملحق المسجد إما عن طريق استخدام «الشينكو» أو عن طريق الخيام أو لها مكان مبني بالطوب لكنه يفتقر للتجهيزات الأساسية حتى التكييف فيه لا يعمل، وإن عمل كان له صوت يدوي كالرعد يغطي على صوت الإمام فلا تسمع المصليات الدعاء ولا التلاوة! إنها معضلة العادة والتقليد حين تتفوقان على الأصل والتشريع!! فمنذ قديم الوقت كانت العادة الاجتماعية تحتم أن الرجل يسبق السيدة في خطاه وتمشي هي وراه فقانون (leady,s first) السيدات أولا لا يسري عندنا زمن الجذور وإلى الأمس القريب أما عند الطعام فالزوجة والأم تقدم الوجبة لزوجها وأولادها ولا تأكل معهم. كانت العادة الاجتماعية تحتم أن لا تجلس المرأة على مائدة الزوج والأبناء بل تقف على رؤوسهم تهش الذباب لا سمح الله لو حاول الاقتراب! و تحمل لهم الطلبات، وتعمل على خدمتهم وفوق هذا تدعو لهم وتسمي عليهم قبل الأكل وأثناءه وبعده!! ثم إذا انتهوا وشبعوا وقاموا عن المائدة جلست هي تأكل الفضلات أو تأكل بعدهم!! وفي العاصمة كانت العادة في العزائم والولائم أن يجلس الرجال أولا على الموائد ثم إذا شبعوا تجلس النساء على بواقيهم وفي مكانهم! يمددن آياديهن فيما تبقى من أيدي الرجال وما علق فيها! وقد جرى ما جرى على هذه العادات لكن أثرها لا يزال باقيا ولا زالت تستأثر بنصيب الأسد في السلوكيات الفردية لدى بعض الأسر في المدن كما لا يزال حظها قائما في عدد من القرى والمحافظات. وإذا كانت هذه الممارسات مقبولة اجتماعيا على أي أساس يتم قبولها دينيا؟ وإذا كان مرضيا عنها على مستوى العزيمة كيف يرضى بها العقلاء على مستوى العبادة؟ لأن الله عز وجل لم يفرق بين الذكر والأنثى في العبادات والصلوات كلهم سواسية يؤجرون بما يعملون! ولا يؤجرون على أنواعهم أو أجناسهم أو أنسابهم! الصالحون والصالحات القانتون والقانتات والمؤمون والمؤمنات والصابرون والصابرات وهكذا الخط الفاصل.. العمل وليس النوع أو النسب بل أول المؤمنين كافة من النساء والرجال كانت سيدة طاهرة وهي من سبق بالإيمان والله أقدر إذا أراد أن يكون ذكرا إنما جعله امرأة لحكمة يعلمها جل وعلا فانتبهوا للمساجد وجزء النساء فيها.. فحتى لو كان للنساء هو مسجد يستحق منكم الرعاية والعناية والاهتمام وسلامتكم..