لا يفتقد الطلاب السعوديون المبتعثون إلى ماليزيا الأجواء الرمضانية كونهم يقيمون في بلد إسلامي، بقدر افتقادهم للتجمع الأسري حول المائدة. ويقول الطالب المبتعث إلى ماليزيا لدراسة الهندسة، عبدالرحمن صبحي علواني إنه يعيش رمضان لأول مرة خارج الوطن، لكنه لم يشعر كثيرا بالغربة في رمضان كما لو كان سيشعر بها في بلد غير إسلامي «الناس هنا يحتفلون برمضان بطريقة آسرة». ويؤكد أن أكثر شيء يفتقد إليه هذا العام هو الاجتماع مع الأسرة والمظاهر الاجتماعية الخاصة بالسعوديين وكذلك الإفطار الجماعي والأكلات المشهورة في منطقة جازان التي ينتمي إليها. ويقول زميله محمد حكمي إن الوضع اخلتف علينا تماما هنا بسبب فارق التوقيت، والفرق بين دولة ماليزيا والسعودية خمس ساعات ففي الوقت الذي يكون فيه أهلنا يتناولون فيه الإفطار تكون لدينا الساعة الحادية عشر مساء. ولا يخفي حكمي حنينه للأهل والأصدقاء خلال الشهر الكريم، واشتياقه للأكلات الشعبية المشهورة كالمغشات والعيش الحامض والحلبة البلدي ولحوح الملحة. وحول يومياتهم في رمضان يقول «نذهب إلى الدراسة عند العاشرة صباحا ثم نعود إلى مقر السكن في حدود الثانية بعد الظهر ثم نأخذ قسطا من الراحة إلى صلاة العصر حيث نقوم بأداء الصلاة ثم يتم توزيع المهام من أجل الاستعداد لوجبة الإفطار». ويضيف «نشتري بعض المستلزمات من السوق ثم نبدأ في تجهيز سفرة الإفطار التي عادة ما تحوي على الماء والتمر وبعض المأكولات الماليزية التي اعتدنا على تناولها مثل الأرز واللحوم وبعض الأسماك والسمبوسك». وبعد الإفطار نؤدي صلاة المغرب ثم تجتمع في إحدى الصالات الخاصة لتناول الشاي وبعض العصيرات الباردة والحلويات، ولا يفوتنا مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية التي تأتي متأخرة في منتصف الليل بتوقيت ماليزيا ك «طاش ما طاش» و «باب الحارة» و «بيني وبينك».