تتجه مشاعر ووجدانيات الطلبة المبتعثين خلال شهر رمضان نحو أوطانهم، خصوصا في ليالي هذا الشهر بما في ذلك السفرة الرمضانية التي تجمع أفراد الأسرة والأقرباء، إلا أن المهمة الدراسية المبتعثين لأجلها تفرض عليهم الصبر على الغربة ومعايشة ليالي رمضان في بلد مختلف كليا عن بلدهم الأم. وفي هذا السياق، أشار الدكتور عصام بن إبراهيم العقيلي مبتعث لدراسات الطب التخصصية في فرنسا إلى تجربته الشخصية، وقال: للسنة الثالثة على التوالي أقضي شهر رمضان خارج الوطن، إلا أن هذا العام يختلف قليلا بتواجد زوجتي وابني معي، حيث نتقاسم معا أجواء رمضان الحميمة. ويفتقد العقيلي في العاصمة الفرنسية الأجواء الاحتفالية والمشاهد الرمضانية الأخرى، خصوصا أن أجواء باريس سياحية وعملية في نفس الوقت، ولكن ما يخفف وطء دخول رمضان على هؤلاء هو تواجد عدد من الجاليات العربية والإسلامية في فرنسا، خاصة أن عملية تواصلهم مبشرة بالخير. وقال العقيلي: نلتقي بأبناء الوطن في الإجازات الأسبوعية ونتناول طعام الإفطار معا ومن ثم نصلي صلاة التراويح في بعض الجوامع التي خصصت لهذه الصلاة هذا العام. ويلجأ الدكتور العقيلي إلى ابتكار وجبات رمضان نظرا لعدم توافر بعض الأصناف الرمضانية، ويقول: «الابتكار هو الأمثل لسد الحاجة في حال عدم تواجد أصناف من المنتجات التي تتواجد في رمضان». ويضيف «نضطر لعجن الدقيق وتجهيزه بشكل مقارب لعجينة السمبوسك التي لا تتواجد في فرنسا إلا في أماكن نادرة ولدى بعض الجاليات في هذا البلد». وعن أصعب المواقف التي يواجهها في رمضان قال: إن ظروف الدراسة والعمل هناك قد تجعلك لا تتناول وجبة السحور، وهذا يترك المرء في وضع لا يحسد عليه، خصوصا مع نهار يطول لأكثر من 15 ساعة، ويضيف «بالصبر نتغلب على هذه الظروف وبتكاتف جميع الزملاء ومساعدة بعضنا البعض عبر إيقاظ النائم لتناول وجبة السحور ومساعدة البعض في تناول الإفطار وتقدير أبناء البلد لظروف الصائمين المسلمين، خاصة في أثناء المحاضرات التي تستمر حتى مع غروب الشمس يسمحون لنا بتناول الماء والتمر ووجبات خفيفة ومن ثم نستكمل المحاضرات، وهذا بحد ذاته تشجيع معنوي وحضاري نحس به في هذا البلد. وشكر الدكتور العقيلي سفارة خادم الحرمين الشريفين في باريس لتنظيمها احتفالية للمبتعثين بمناسبة دخول الشهر الفضيل، ومنها تناول وجبات الإفطار التراثية، ومساعدة كل من يواجه ظروفا معينة خلال الشهر، وتوزيع نشرات دينية وصحية لأبناء المملكة المنتشرين في الأراضي الفرنسية.