تعود البعض من الناس وخاصة في مثل هذه الأيام من الشهر الفضيل أن يفرشوا السجاجيد في الصفوف الأولى في المسجد الحرام، أو في الروضة الشريفة مبكرا ليتخلوا عنها لمن يأتي متأخرا مقابل أن يدفع لهم ما تجود به نفسه. وقد أحسنت جهات الاختصاص بمنع هذا العمل الذي نهى عنه علماء الأمة الإسلامية اعتمادا على ما صح من قول الأئمة وذلك بحسب ما جاء في كتاب من تأليف العلامة الأديب الشيخ خير الدين بن تاج إلياس زاده خطيب المسجد النبوي الشريف ما بين الفترة من 1086-1130ه عنوانه: (قرة العين بحكم فرش السجاجيد في المساجد). وقد قام بمراجعة وتقريظ الكتاب فضيلة الشيخ العلامة محمد بن الأمين أبو خبزة الحسني، ثم تولى تحقيقه والتعليق عليه الأستاذ يوسف بن محمد داخل الصبحي الذي يقول في المقدمة: هذه رسالة قيمة في موضوعها، مهمة في بابها، بعنوان (قرة عين العابد بحكم فرش السجاجيد في المساجد) لخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ خير الدين بن تاج الدين الشهير بإلياس زاده المتوفى سنة 1130ه، وهي تتحدث عن حكم حجز الأماكن في المساجد بالسجاجيد والفرش، حيث إن هذا الفعل قد انتشر انتشارا واسعا. كما ذكر المؤلف ذلك بقوله: وكان من جملة ذلك ما عمت به البلوى، وكان على قلب المؤمن أثقل من جبل رضوى، وهو حجز المساجد والأماكن الفاضلة. وقد حرصت على تحقيق هذه الرسالة والتعليق عليها، لينتفع بها إخواني الفضلاء، خصوصا أن ما نراه من حجز الأماكن في المساجد قد شاع فعله في هذه الأيام، بل أصبحت مهنة لبعض أصحاب النفوس الضعيفة، وأخشى أن تتولى مستقبلا مؤسسات هذا الأمر. وفي مقدمة المؤلف يقول: قال الله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم) وقال تعالى: (والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) وقال تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله). وقال تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال). ثم نقول: وجه الدلالة على المراد من الآية الأولى: أن الله تعالى يقول: (ومن أظلم) أي: أي شخص أشد ظلما على طريق الاستفهام الإنكاري (ممن منع) أي الذي أو (أي) شخص منع مساجد الله أن يذكر فيها، ولاريب أن من بسط رداء أو سجادة في موضع يهيئه للصلاة عليه بشرطه الآتي، قد منع المسجد من الذكر فيه إذ كل بقعة منه مسجد، أي محل معد للسجود فيه، وإذا تفاقم الأمر وتتابع الناس على ذلك لزم منع غالب المسجد من الصلاة، أو الأماكن الفاضلة منه كما هو مشاهد لمن تأمل الصف الأول في الحرم المكي أو الروضة الشريفة، بحيث أنهم يبسطونها من الصباح إلى العشاء، وهذا شيء ما أنزل الله به من سلطان، ولم يقم عليه حجة ولا برهان، ولا شك أن من منع الذكر فيها كما قدمناه سعى في خرابها، إذ عمارتها الذكر، فمنعه سعي في خرابها، وقد رأيت ما فيه من الوعيد، وفيه من التنويه بفضل المساجد لإعدادها لأفضل العبادات، والوعيد الشديد على مجرد السعي في خرابها المعنوي، فكيف بالتخريب الحسي الذي لا يخفى على متأمل.. وهذا لعمري خير واعظ للذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة