سالم بن علي بني هميم أو «بهيص» كما يسميه أعيان قبيلته في حبونا نجران، تجاوز عمره العشرين بعد المائه ولايزال يتمتع بصحة جيدة. عاش يتيما فلم ير أباه الذي توفي بعد ولادته بأيام وله ابن واحد فقط و30 حفيدا وحفيده. يقول بهيص إن رمضان تغير عن سابق عهده، ففي الماضي كنا نمسك عن تناول الطعام ونكتفي بالتمر واللبن المخلوط بالماء أو ما يسمى «شنينة»، وقد مرت علينا سنوات كنا نصوم «عطف» أي بلا سحور، وذلك لعدم وجود ما نقتات عليه، من ما أصاب الناس من قحط وفقر وجوع. وعاصر بهيص أزمنة طوالا شح فيها الماء على المزارعين، يقول: كنا نسافر على المطايا والحمير إلى منطقة نجران لنستلف شيئا من الطحين والتمر والقهوة وبعض الحبوب من التجار تعيننا على قضاء الشهر الكريم بين أهلنا، وبعد رمضان نشتغل نهاية ونسدد ديون التجار. ويتذكر بهيص أن الناس في تلك الفترة كانت تأكل الجراد على وجبة الإفطار وذلك عند الضرورة، وكان أهالي حبونا يقصدون في سفرهم وادي مور باليمن، حيث كانت به فرص العمل به كثيرة ومتوفرة لخصوبة أراضيه وكثرة مياهه، ويؤكد: سافرت إلى هذا المكان لمدة سبع سنوات كنت وقتها صغيرا في السن.