دعا الأمين العام لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية الدكتور إبراهيم الدويش إلى إنشاء مراكز متخصصة في الغرب لتأهيل المسلمين الجدد ومتابعتهم باستمرار، وشدد على ضرورة استخدام الوسائل الحديثة كالإنترنت والتلفزيون في الدعوة؛ لأن الغربيين يواكبون التقنية والعالم يشهد تطورا هائلا في هذا المجال، إضافة إلى أن الإعلام ساحر ومؤثر. وقال: «أكثر من أسلم من الشباب في السويد كان عن طريق صفحة متواضعة للمسجد على الإنترنت، حيث كانت الأسئلة تتوالى عليها حتى لا تجد أحيانا من يجيب عليها؛ لانشغال الناس هناك بكثير من الأمور، ولعدم وجود الشخص المتفرغ والمناسب للقيام بمثل هذه الأعمال الدعوية». وأكد الدويش ضرورة محاورة الغربيين بلغة العصر، إذ أن للعرض الجذاب والأسلوب المؤثر والطرح المميز دورا كبيرا وأساسيا لرواج الأفكار، وتابع: «نحن في عصر طغى فيه جانب الدعايات والشكليات على جوانب أخرى، فكم من مبادئ جميلة وقيما نبيلة كسد سوقها ولم تروج بسبب إخفاق القائمين على تسويقها وعرضها، وعدم إلمامهم بأساليب ووسائل وفنون العرض، ومقتضيات العصر، وفي المقابل كم من أفكار باطلة، وتصورات خاطئة بل وربما مخالفة للعقل والفطرة راجت ونجحت في استقطاب عدد كبير من الناس بسبب قالبها البراق وإضفاء مؤثرات جانبية وجذابة إليها.» وقال: «على قدر إلمام الداعية في الغرب بأساليب الدعوة ووسائلها واستثماره للتقنيات المعاصرة، ومعرفته بأحوال المدعوين، يكون نجاحه، مع ضرورة الإخلاص والصدق، والتزود من العلم الشرعي، ومعرفة الواقع وتلمس الجروح برفق، ثم الحكمة والأسلوب الهادئ والرقيق في مخاطبة شغاف القلوب، ولا بد من أن تكون المعلومات التي تنشر على مثل هذه المواقع المعرفة بالإسلام صحيحة وتعرف بالدين الحنيف، وفقا لمبدأ المعلومات الموجهة للفئات المستهدفة، وعدم الخلط بين التعريف بالإسلام والحلقات العلمية لطلبة العلم، علما أن هذه الوسائل باتت هي السبيل الوحيد للتواصل مع المسلمين الجدد؛ لأنه يصعب اللقاء بهم يوميا»، وأكد على ضرورة إنشاء مواقع خاصة بالمسلمين الجدد والعناية بهم ووضع أسس معلوماتية وجمع بياناتهم في كل بلد لمتابعتهم وحفظهم من الانتكاس والأفكار المنحرفة، كما اقترح إنشاء مراكز متخصصة لتأهيل المسلمين الجدد للنهوض بالدعوة إلى الله وتمثيل الإسلام في بلدانهم لأنهم أدرى ببني جنسهم وبالقوانين والأنظمة المعمول بها في أوطانهم. ودعا الدويش إلى التركيز على العوائل والأسر المسلمة من سكان البلد الأصليين ليتكاثروا ويحملوا راية الدعوة إلى الله تعالى، مع إبعادهم عن مشاكل وهموم الجاليات الإٍسلامية في الغرب وخلافاتها، فكل له شأن، ناصحا من يريدون أن يسلكوا طريق الدعوة في الغرب ويرغبوا في نشر الإسلام أن يعدوا أنفسهم إعدادا علميا جيدا، لأن أمانة الداعية وعظم مسؤوليته تحتمان عليه الاعتناء والدقة بما يقوله وينشره ويكتبه، كما طالب الدعاة هناك بالابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة البلبلة والفوضى، وأن يحذروا من الحزبية والتصنيف.