حين تدلف إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي في العشر الأواخر من رمضان يلفت انتباهك الأماكن التي غطتها أشمغة بعض المصلين أو سجاجيدهم الخاصة، وما إن تسأل حتى يقال لك: «محجوز»، ذلك السلوك اعتبره عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان «من الغصب المحرم»، وقال في تصريح ل «عكاظ»: «يحرم احتجاز الأماكن في المساجد ويعتبر هذا من باب الغصب إلا إذا خرج صاحب المكان لحاجة لازمة ويعود قريبا فهو أحق بمكانه ولا يجوز تأجير المكان المحتجز، والأجرة حرام، فيجب منع مثل هذا المنكر». إلى ذلك، حذر عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير من مغبة حجز الأماكن في المساجد، معتبرا ذلك من الإلحاد في الحرم الذي نهى الله تعالى عنه في قوله «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم»، مبينا أن أفضل أماكن الاعتكاف هو المسجد الحرام، ثم المسجد النبوي، ثم المسجد الأقصى، ثم جوامع المدن، ومن ثم بقية المساجد التي تقام فيها صلاة الجماعة. وفي سياق آخر، أنكر الدكتور الفوزان على الذين يتتبعون أصوات أئمة المساجد في التراويح، مبينا أن المطلوب هو الخشوع في الصلاة وليس الأمور الثانوية التي تلحق بها. وقال: المقصود طلب الأجر في القيام والركوع والسجود والدعاء والتضرع إلى الله تعالى وليس تتبع الأصوات والبحث عن الأفضل، مشيرا إلى أن من يفعل هذا الفعل لن ينال من الأجر شيئا لأنه لم يأت للصلاة وإنما طلبا للصوت فحسب، لافتا إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يتتبع مساجد الأئمة المتميزين صوتا، وأن المطلوب هو الصلاة والتعبد، أما الصوت فهو شيء تابع وليس مقصودا لذاته. تجدر الإشارة إلى أن «عكاظ» نشرت في وقت سابق تصريحا لوكيل الرئيس العام لشؤون الحرمين لشؤون الخدمات الدكتور يوسف الوابل عن أن عقوبة محتجزي الصفوف وأماكن الصلاة في الحرم الغرامة والترحيل.