الكوميديا أضحت نكهة رمضانية بامتياز، والجديد في هذه السنة دخول القنوات المحافظة على خط المسلسلات الكوميدية. فهل يعد ذلك نزولا من تلك القنوات عند رغبة الجمهور أم أنها باتت مقتنعة أن السباحة مع التيار أمر ملح، وكيف كانت التجربة الجديدة، وما الذي يعيقها. «الدين والحياة» استطلع آراء ممثلين ومخرجين شاركوا في تلك الأعمال الدرامية.. فإلى التفاصيل: الممثل الكوميدي خالد بامشموس أشار إلى أن الكوميديا تغطي الشاشات طوال السنة، لكن المشاهد في رمضان يمكث فترة أطول أمام التلفاز، وذلك لكثرة الهموم والالتزامات في هذا الزمن التي أثقلت كاهله، فنجد الكثيرين مهمومين في منازلهم وأعمالهم وفي حياتهم عامة، فمن الطبيعي أن يبحث عن شيء يضحكه ويرفه عنه لينسى ولو قليلا من تلك المشكلات التي أحاطت به من كل جانب. مورد ثقافي وقال: إن الدراما والكوميديا أصبحتا جزءا رئيسا من الموارد الثقافية التي يتلقى منها الناس ثقافتهم، فبعض المسلسلات لا تقل أهمية عن المحاضرات، فقد يرى المشاهد فيها مشهدا هادفا يغنيه عن محاضرة لساعة كاملة. لقد وصلتني بعض الاتصالات من مشايخ معروفين يشيدون بما قدمناه من أعمال كوميدية، حيث قال بعضهم وبالحرف الواحد «أنتم لا تقلون أهمية عنا». موقع مرموق وأكد بامشموس على أهمية عدم الفصل بين الممثلين وتصنيفهم إلى ممثل ملتزم وغير ملتزم؛ لأن ذلك قد يسبب تفرقة بين المجتمع.. لافتا إلى ضرورة الاستفادة من خبرات غيرنا ممن سبقونا في هذا المجال، وقال: لقد شارك معنا هذا العام الممثل سعود الماجد والممثل علي المدفع والممثل عبدالله السناني، كما ساهم معنا الممثل يوسف الجراح بآرائه وخبراته، والحق يقال لقد كانوا متعاونين معنا بشكل إيجابي ومثمر.. متوقعا أن تتسنم الكوميديا في القنوات الإسلامية موقعا مرموقا ويكون لها مستقبل مشرق رغم بداياتها المتأخرة، لأنها بدأت من حيث انتهى الآخرون وبتجهيزات فنية لا تقل مستوى عن المسلسلات الأخرى. حكم مبكر من جانبه أكد مخرج مسلسل «زوايا» الواثق الصادق أن السبب المباشر وراء اندفاع القنوات وراء الكوميديا في هذه الأيام بالذات وارتفاع نسبة المشاهدين في رمضان خاصة في المجتمع السعودي هو لربط الكوميديا في رمضان بمدرسة طاش ما طاش. وعن تقييمه للكوميديا في القنوات الإسلامية قال: من المبكر الحكم على المسلسل في الوقت الراهن لأن التقييم لا يكون إلا بعد انتهاء العمل، ولابد من مشاهدته كاملا ورؤية الإبداع والتجديد فيه إلى منتهاه، لأن الحلقات لا تكون متصلة مع بعضها، فلو كانت متصلة الأحداث الفكرة كالدراما مثلا، يمكن الحكم عليها باكرا لأننا يمكننا أن نرى الحبكة لأي درجة، وأضاف: مع الأسف نجد أن بعض الجهات قد عمدت إلى التصويت على المسلسل، فهذا من التعجل، فعلينا ألا ننصب المشانق للأعمال وعمل بصمة جودة للمشروع قبل انتهائه. رغبة ملحة الممثل والإعلامي هاني مقبل قال: إننا بحاجة ملحة للفن المحافظ ورغبة الجمهور قديمة في ذلك وليست وليدة اللحظة، وقد يكون تفاعل الجمهور مع بعض الأعمال التي قدمت في السنتين الأخيرتين جعلت القنوات الفضائية تحاول سد هذا الفراغ الفني، وهذا ليس الهدف فقط بل في رأيي الهدف هو الارتقاء بهذه الأعمال لكي تكون ذات قيمة فنية وفكرية ولها دلالات واضحة لتحتل مكانا مميزا في مسرح الأعمال الفنية. وهناك مجهودات واضحة في محاولة وضع قدم للقنوات الإسلامية في مجال الدراما والكوميديا، فهناك خطوات جيدة كبداية جادة والجمهور يقبل على مثل هذه الأعمال خصوصا إذا كانت تحمل فكرة وذات هدف معين. إقصائية متعمدة وأبدى مقبل استياءه من ما يعرض من مسلسلات كوميدية في القنوات العربية قائلا: للأسف ما يعرض هو إسفاف وسخرية وأفكار تطرح من وجهة نظر أحادية وإقصائية.. لافتا في الوقت ذاته إلى أن هناك نقصا واضحا في مقومات هذه الأعمال كالممثلين والمخرجين والنصوص القيمة، إضافة للعمود الفقري لهذه المجموعة والمتمثل في الدعم المادي المتواضع الذي لا يساعد في إنتاج أعمال فنية قوية. الجدير بالذكر أن أبرز المسلسلات الكوميدية التي تعرض خلال هذا الشهر المبارك في القنوات المحافظة هي: حمد وحميد على قناة المجد ومسلسل زوايا وكاتلوج منالوج على قناة فور شباب ومسلسل طراطيع على قناة روائع الفضائية، حيث يتزامن ذلك مع بعض المسلسلات الكوميدية المشهورة في القنوات العربية.