أحسد وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون الابتعاث على دبلوماسيته الذكية. استطاع أن يسكت السؤال الثائر الذي تنشره «عكاظ» على صفحاتها، ببضعة سطور تشبه سكب الماء ورده. استطاع أن يسحب معه المبتعثين ومن يهمه أمرهم طيلة عشرة أيام وهو يمارس الصمت تجاه سؤال أحدهم، ليعود إليهم بإجابة مشبعة بالرد المغلف مسبقا، والذي يتشابه في صياغته مع كل ردود مربعاتنا الحكومية الموقرة، فهل كان سعادة الوكيل «مغصوب» على الإجابة؟ وهل يحتاج رد كهذا أن يطبخ في مكتب سعادته عشرة أيام بلياليهن، وهو الذي يستطيع كتابته أصغر موظف في وزارته؟ وأسأل أيضا: ماذا لو بعث الطالب عبد الله، المبتعث إلى أرض الصين، استفسارا عاجلا إلى سعادته، فمتى يتوقع منه الإجابة، طالما أن سؤالا في صحيفة يقرأها عشرات الآلاف من المواطنين ومعهم مسؤولو الوزارة، يستهلك من وقتهم عشرة أيام للإجابة عليه بعدد من السطور؟! أتمنى أن أحسب: كم ساعة في يوم المسؤول؟ وكم يوما في سنته؟ أعتقد أن سنن الخلق تختلف حتما هناك. أرغب يوما في الجلوس على كرسي المسؤولية. أود أن أعرف متى تصل الصحف إلى مكتب المسؤول، ومتى يخبره مساعده أن صحيفة ما انتقدت أداء مؤسسته؟ أرغب في تحسس الشعور الذي ينتابني لأول مرة، مسؤولا على كرسي من الجلد الأصلي، وأنا أقرأ علي الموسى وخالد السليمان وخلف الحربي، يحرثون بأقلامهم أرض إدارتي ويكشفون لي عن خباياها التي أغطيها بتطبيل إدارة «علاقتي» العامة: كيف أتعامل؟ هل سأرد أم سأسكت؟ هل سأنتظر يوما أم ثلاثة أم أشهرا؟ هذا إن سلمت من داء الكبر والتجاهل، ولم أدعهم في نقدهم يتأملون. أود أن أكتشف بنفسي، لماذا يسكت المسؤول إذا جلس على الكرسي؟ أعتقد بالتوقع والحساب، أن ربع مواضيع الصحف اليومية التي تمارس فيها النقد، ما هي إلا ردة فعل طبيعية لصمت طويل مطبق تمارسه جهات حكومية: تمسك إجابتها على سؤال ساخن، فيرتد السؤال بعشرة أشكال أخرى في أيام متعددة وبإزعاج أشد. هذه هي المعادلة الطبيعية. أما المعادلة المؤلمة حقا، فهي أن تتصدى جهة ما، لنقد الصحف بردود يومية، وإيضاحات مشروحة بأرقام قرارات، فيما الواقع يشير إلى اللعبة الأخطر: استغلالها للإعلام لتجميل الصف الأمامي، فيما الصفوف الخلفية تغص في الخلل. أود أن أسألهم، أولئك الذين يمارسون الصمت تجاه سخونة موقف المواطن وسؤاله: هل السؤال محرج إلى هذا الحد؟ وهل الإجابة ثقيلة حد الهروب؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة