أحدثت طريقة التفجير التي قام بها الانتحاري عبد الله عسيري ومحاولته الاعتداء على مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز استياء كبيرا في كل الأوساط، خاصة أنها جاءت بعد سلسلة من العمليات الفاشلة التي نفذها تنظيم القاعدة وقوبلت بالمواجهة الصارمة، كما أعطت هذه العملية دلالة واضحة على ضعف ووهن إمكانات التنظيم وفكر منظريه. وعلق مستشار وزير الشؤون الإسلامية والمدير العام للتوعية العلمية والفكرية في حملة السكينة عضو لجان المناصحة الدكتور ماجد محمد المرسال على المحاولة الآثمة قائلا: «إن هتك ذلك المجرم الآثم لجميع الحرمات في سبيل تنفيذ جريمته النكراء التي لم يراع فيها حرمة ليلة الجمعة، ولا حرمة شهر رمضان، ولا حرمة دم المسلم، ولا حرمة العهد الذي أعطاه له الأمير، فقتل نفسه وحاول قتل غيره، فباء بالخسران، يعكس فشل هذه الفئة الضالة». وأضاف: هذا الحدث النوعي والذي جاء بعد فترة قصيرة من إعلان الإطاحة بما يزيد على أربعة وأربعين شخصا من المتورطين في أعمال الفئة الضالة؛ يؤكد على أننا نواجه مرحلة جديدة من مراحل مواجهة الإرهاب تحتاج إلى مزيد من الجهود على كل المستويات، ومضاعفة الاهتمام بتطوير برامج مكافحة الفكر الإرهابي، لتصبح نوعية وأكثر تفاعلية وإقناعا وتأثيرا وأقدر على تحقيق أهدافها في رفع مستوى الوعي الفكري الصحيح إلى غير ذلك من جوانب التطوير المنشود. ويرى رئيس الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الأمنية عضو لجان المناصحة الدكتور ناصر العريفي أن إقدام الانتحاري العسيري على تفجير نفسه بعد أن أعطاه الأمير محمد بن نايف الأمان لهو استمرار للسلوك الشائن الذي تسير عليه الفئة الضالة؛ بعد فشلهم الذريع في كل العمليات التي نفذوها أخيرا، فهذه العملية تعطي دلالة أخرى وواضحة على عجز هذه الفئة و محاولتها تنفيذ عمل من شأنه أن يعيد للتنظيم قوته، خاصة أنه بدأ يتخذ أساليب ملتوية كأساليب مهربي المخدرات ورجال العصابات الكبرى، لتحقيق مآربهم الخائبة التي لا يرضاها عقل ولا شرع، فالأمير كانت نيته صافية، فهو يعمل دائما من أجل الوطن وأبنائه، لذا فلابد من تطوير الأدوات في المجالات الفكرية لمواجهة هذا الفكر الضال وأهله للقضاء على ما تبقى منه، وهذا لا يتأتى إلا بالعمل المستمر والتنويع في أساليب المواجهة الفكرية حتى نحصد نتائج إيجابية تحفظ أبناء الوطن من استدراجهم في هذه الأفخاخ التي تذهب بحاضرهم ومستقبلهم وتحاول النيل من أمن وأمان هذا الوطن المعطاء . استطلاع آراء العلماء (صفحة19)