فضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية الممارسات التمييزية الصارخة ضد يهود الفلاشا القادمين من إثيوبيا، في الوقت الذي يسعى فيه وزير الداخلية «إيلي يشاي» لاستئناف هجرة اليهود الإثيوبيين لإسرائيل. وعمدت «القناة الثانية» للتلفزيون الإسرائيلي إلى فضح تلك الممارسات العنصرية من خلال المقابلة التي أجرتها مع «إيدانو فوكر» الفتاة الإثيوبية، التي تعرضت لممارسة العنصرية على يد سائق حافلة بسبب أصولها الإثيوبية. ونقلت القناة الإسرائيلية عن فوكر قولها : «في طريقي للذهاب للجامعة وصلت الساعة 11وكنت انتظر حافلة 5 ، وعند صعودي للحافلة، أغلق السائق الباب في وجهي دون سبب». وأضافت فوكر: «وعندما طرقت الباب بشدة ، قال لي عودى إلى إثيوبيا ما الذي جاء بك إلى إسرائيل». وفي حادثة أخرى مماثلة، أشارت صحيفة «معاريف» إلى أن بعض الآباء الإسرائيليين القدامى رفضوا تسجيل أبنائهم لتلقي التعليم في رياض الأطفال والتي يبلغ عددها 10 في الحي الفقير «رمات الياهو»، بحجة أن هذه الرياض يتعلم فيها أطفال من أصل إثيوبي. بدوره قال مسؤول البلدية : «للأسف الوضع السائد اليوم هو أن الآباء القدامى يخطون خطوات مخجلة مثل تغيير العنوان، أو تسجيل أبنائهم للتعليم الديني أو التعليم الخاص، بحيث أنهم لا يريدونهم أن يتعلموا مع الأطفال الإثيوبيين». وتأكيدا على العنصرية التي يتعرض لها يهود إثيوبيا في إسرائيل، أبرزت صحيفة «هاآرتس» ممارسة شكل آخر من التمييز العنصري ضد يهود الفلاشا، حيث أشارت إلى أنه لا يزال نحو 100 طالب من ذوي الأصول الإثيوبية في مدينة بتاح تكفا لايعرفون حتى الآن أين سيدرسون، إذ ترفض المدارس الخاصة في المدينة، سواء المدارس ذات الطابع الديني القومي أو المدارس الحريدية، استيعاب هؤلاء الطلاب. فيما أوضح «باراك أبراهام» رئيس اتحاد الطلاب الإثيوبيين في إسرائيل، أن العنصرية في إسرائيل منتشرة وبشكل لافت ضد الطائفة الإثيوبية، مشيرا إلى أن هذه الطائفة دائما ما تظهر في وسائل الإعلام بشكل سيئ، مثل (إثيوبي قتل زوجته). وفي هذا السياق أظهر أحدث استطلاع للرأي بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة العنصرية والتمييز، أجراه معهد «غيوتورغرافيه» أن 52 في المائة من الإسرائيليين غير مستعدين للسكن في حي تقطنه عائلة عربية واحدة، كما أن 22 في المائة من الإسرائيليين غير مستعدين للسكن في حي فيه عائلة من أصل إثيوبي، وأن 79 في المائة من الإسرائيليين لن يوافقوا على الزواج من عرب أو العكس. وخلص الاستطلاع إلى أن 23 في المائة من اليهود يرفضون أن يتزوجوا هم أو أولادهم من يهود متدينين، و15 في المائة منهم غير مستعدين للزواج من يهود من أصل شرقي، و21 في المائة لايرغبون بالارتباط بيهود من أصل روسي، بينما رفض 43 في المائة من اليهود التزاوج والاختلاط مع يهود من أصل إثيوبي.