أقل ما يمكن أن أصف به الخطة الاستراتيجية التي عرضها أمين جدة المهندس عادل فقيه قبل يومين أمام مجموعة من كتاب ومحرري «عكاظ» لتطوير محافظة جدة ومعالجة مشكلاتها خلال عشرين عاماً بأنها خطة باهرة وطموحة وتفتح فجوة أمل في جدار الإحباط الجداوي!! لكنها كانت خطة بلا أسقف زمنية محددة المراحل، فقد جاءت في سقف زمني واحد هو عشرون عاما، وكنت أتمنى أن يعرض لنا معاليه خطط التنفيذ بمراحلها الزمنية حتى نستطيع تقييم مسيرة إنجازها !! كانت بالفعل خطة طموحة تعكس إصرار الأمين على إحداث التغيير وتأمين الموارد اللازمة لتحقيق هذا التغيير وامتلاك أدواته، لكن المشكلة يا معالي الأمين أن لا قيمة لأي خطط أو أفكار أو أعمال لا تنعكس على الحياة المباشرة للإنسان، فأهل جدة لا يريدون أن يسمعوا أو يقرأوا كثيراً عن الخطط الطموحة والأفكار الباهرة بقدر ما يريدون أن يجدوا صدى هذه الخطط والأفكار واقعاً ينعكس على حياتهم اليومية، يريدون تغييرا يلامسونه على الأرض لا على الورق!! وواقع الأمر يجبرنا على أن ندرك بموضوعية أن مهمة انتشال «جدة» من مستنقع مشكلاتها الذي كون مياهه الآسنة على مدى عقود من الزمن الإهمال والفساد وسوء الإدارة، تحتاج إلى خطة عمل وإرادة حازمة وصبر طويل، فمشكلات تراكمت على مدى عقود من الزمن لن تحل خلال أيام أو شهور أو حتى سنوات بل ربما عقود مثلها، والمهم أن نبدأ البداية الصحيحة من نقطة ما، وأن نضمن أن العمل لا يرتبط بالشخص وإنما بالمؤسسة لنضمن استمراريته، فقد تعودنا للأسف على أن المسؤول الجديد لا يبدأ من حيث انتهى سلفه، وأن أول ما يبدأ به نهاره في مكتبه الجديد هو العودة إلى نقطة الصفر!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة