في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال في سورة البقرة: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه». وفي كتاب من تأليف الأستاذ الدكتور طاهر تونسي بعنوان: «في ظلال رمضان» تفاصيل واسعة عما ورد في القرآن من آيات عن الشهر الكريم، وكذا ما صح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) من أحاديث عن الصيام والقيام وليلة القدر والزكاة وفضائل الأعمال، إلى جانب تأملات في السيرة وما ورد فيها عن غزوة بدر الكبرى وفتح مكة ثم يختم بما جاء عن عيد الفطر . ويقول الدكتور التونسي في مقدمة كتابه ما يذكرنا بما كان عليه الحال في مكةالمكرمة خلال شهر رمضان: من الطبيعي أن يكون رمضان في هذه المدينة الطيبة ذا طعم عذب وتميز ملحوظ وأن يترك في قلب من يشهده في مكةالمكرمة أعذب الذكريات وأصفاها وأحلاها، وأن الذكريات لتهب على خاطري تذكرني بذلك الطفل الذي سمع ممن حوله أن رمضان قادم، لم يعلم وقتها من هو رمضان، وأقول من لأن الطفل كان يحسب أن رمضان رجل كريم مفضل قادم يهش الناس ويبشون لمقدمه، ويعد الأيام منتظرا لمقدم الزائر الكريم، وتندفع أصوات المدافع معلنة رمضان ولا يرى شخصا ولكن يستيقظ في بيته في إحدى حارات مكة مكة المكرمة وهي حارة باب العمرة ويرى أن الدنيا قد عمها هذا الشيء الذي يصعب على القلم وصفه، كان النور قد غمر الدنيا بأسرها، كان كل شيء يعلن السرور ويبثه فيما حوله، ورأى الفتى والديه وقد تغيرت حالهما في مواعيد العمل والاستيقاظ، ثم رأى الفتى اختفاء الطعام في المنزل في النهار فكان على الفتى إذا أراده، أن يذهب إليه بدلا من أن يقدم إليه، وأذن المغرب فكأن ظلمة المغرب نور أضاء القلوب وأشاع السكينة في النفوس وسحر الألباب وأخذ بمجامع الروح. وتمر سنوات قليلة ويصبح كاتب السطور في العاشرة من عمره ويبدأ صيام رمضان فيرى جمال رمضان الحقيقي، وتأخذه رجلاه في مكةالمكرمة في الثمانينات الهجرية إلى أسواق مكة في عصر يوم رمضان، فيرى وما أجمل ما تراه عيناه في سوق الصغير ذلك السوق الذي اشتهر بين أهالي مكة أكثر من اشتهار أشهر الأسواق في العالم العربي، يرى سوق الصغير قد تحول إلى منظر يحتاج إلى شاعر مصور كصاحبنا علي بن العباس الشهير بابن الرومي حتى يصور لنا ما تعرضه الحوانيت من أطيب المأكولات المكية من حلوى وفطائر وما يحلو من الأشربة اللذيذة. وما إن يلتحق الكاتب بالمرحلة الثانوية حتى يرى نفسه مسؤولا في المنزل عن شراء احتياجات البيت من الطعام، وهو يحرص على حضور مجالس العلماء التي كانت تعقد بين العصر والمغرب في المسجد الحرام، كان المسجد الحرام يغص بحلقات العلم والعلماء أذكر منهم الشيخ محمد العربي التباني والشيخ حسن المشاط والشيخ محمد نور سيف والسيد أمين كتبي رحمهم الله وأجزل لهم عظيم الثواب. إنها صورة عشتها لرمضان في مكةالمكرمة في الثمانينات الهجرية من القرن الماضي لا تبرح مخيلتي، لقد استطاعت هذه الصورة أن تفرض نفسها على الذاكرة والقلب والنفس والوجدان، بسطت للقارئ ما استطاع القلم أن ينقله وتركت القلب يعيش بكامل الذكريات تغسل الوجدان تطهره وتغمره بأنوار الإيمان. تحية لأخي الدكتور طاهر تونسي على ما قدم وشكرا له على إهدائه الكريم. آية: يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة البقرة: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر». وحديث: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): «من فطر صائما كان له مثل أجره» شعر نابض: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة