لماذا استهداف محمد بن نايف؟ محمد بن نايف الرجل الذي أحرق أوراق القاعدة وأحبط مخططاتهم، الرجل الشجاع الذي خرج بعد عدة ساعات من محاولة الاغتيال الفاشلة إلى شاشة التلفاز ليعلن أن هذه الحادثة لن تزيده إلا إصراراً على استئصال الإرهابيين. محمد بن نايف استقبل المطلوب أمنياً في منزله مع جموع المواطنين وليس مخفوراً في مكتبة، وفوق كل ذلك لا نجد إلا الإساءة من هذا التنظيم اللئيم!!! كل تلك الممارسات لم تحلو لهم إلا في الشهر الفضيل الشهر الذي تصفد فيه الشياطين، وبالرغم من تصفيد الشياطين هذه هي ممارساتهم! الكشف قبل إسبوع عن خلية 44 التي أعلنت عنها وزارة الداخلية تشير إلى وجود أساتذة جامعات ورجال أعمال، وهذه مصيبة، فأساتذة الجامعة كانوا متخصصين في تخصصات تقنية دقيقة وفي تخصصات الشريعة، وهذا يفتح الباب من جديد للبحث وتطهير مؤسسات التعليم من الفكر الأصولي المنحرف. أما وجود رجال الأعمال بينهم، فيعني أن هناك من يتعاطف معهم ويوفر لهم أرضية خصبة لانطلاق ممارسات التنظيم. القاعدة عزفت كثيراً على العاطفة الدينية في مسيرتها، وسرعان ما اتضح زيف تلك الادعاءات، وآخرها عندما تعاونوا في الإجرام مع الحوثيين، والذين يختلفون معهم في المذهب ومع كل ذلك لا يزالون يعتقدون أنهم متدينون! مثل تلك الممارسات ليست بجديدة على المجتمع السعودي فجهيمان قاده تطرفه إلى احتلال الحرم وتنصيب المهدي المنتظر، وسرعان ما اتضح سخف تلك الممارسات عندما قتل المهدي المنتظر في أحداث تطهير الحرم! مكافحة التطرف والإرهاب تبدأ من المنابر ومؤسسات التعليم لتوضيح الآثار الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالمنهج الظلامي الذي تدعو إليه القاعدة في بلاد الحرمين، فما نريده من علماء الدين هو التوعية بمخاطر هذه الأصولية المتطرفة التي تتخذ من التشدد نبراس حياة، وتوضيح آثار ممارساتهم التي لاتزال أفغانستان تجني ويلاتها من حروب وتشرد ومجاعات إلى الآن، وهنا أتساءل هل إلى هذا المستوى يريدوننا أن نصل في بلاد الحرمين الشريفين!. على القاعدة أن تعي أن الدولة لم تتعامل معهم إلا بإحسان ولم تطارد أسرهم كما فعلت بعض الدول بمن يعترضون عليها، وفوق كل ذلك لايزالون مستمرين بنفس المنهج للأسف. ما نريده اليوم في المملكة هو حملة إدانة من المجتمع السعودي ككل بكافة الوسائل الممكنة وبتجنيد كافة الكوارد المتخصصة من علماء نفس واجتماع وتنمية بشرية وغيرهم حتى يتم استئصال هذا الفكر المتطرف. ختاماً أهنئ مساعد وزير الداخلية على سلامته من محاولة الاغتيال الفاشلة وأدعو الله أن يحمي وحدة الوطن واستقراره من ويلات الحروب والمجاعات. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة