بات لبنان يبتعد كل يوم عن سكة الأمن والاستقرار السياسي وينحرف مسار تشكيل الحكومة الجديدة إلى مسارات أخرى تحكمها مصالح حزبية ذات ارتباطات إقليمية، إذ أكدت مصادر مطلعة في الأكثرية ل «عكاظ» أن العماد ميشال عون وعبر اعتذاره عن حضور الإفطار الذي اقامه الرئيس ميشال سليمان للقيادات السياسية في قصر بعبدا هو دليل جديد على إصرار قوى المعارضة على تعطيل تشكيل الحكومة عبر قناع العماد عون. وأضافت أن الرئيس سليمان كان يسعى لأن يجمع الرئيس المكلف سعد الحريري مع النائب عون على هامش الإفطار الرئاسي، وذلك لتجاوز إشكالية اللقاء بينهما إلا أن اعتذار النائب عون أقفل كل الأبواب. من جهته، رأى رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي أن «اللبنانيين باتوا غير قادرين على تحمل المزيد من التأخير في تشكيل الحكومة وانتظام عمل المؤسسات الدستورية. فاذا كانت الجهات التي تقف وراء عرقلة التأليف لا تعير اهتماما للجمود الحاصل في السلطتين التشريعية والتنفيذية، وللمؤشرات الأمنية المقلقة، وللتحديات الإقليمية والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة، وللتجاذبات الدولية وما يرتبط بها من استحقاقات، فعلى الأقل لتأخذ هذه الجهات في الاعتبار حاجات الناس». وعلى صعيد آخر عاد السجال اللبناني حول المحكمة الدولية الخاصة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبدأت قوى الثامن من آذار بحملة على المحكمة الدولية على خلفية انتشار أنباء تفيد أن سورية في صدد تشكيل ملف خاص بالمحكمة فيما جرى إعادة توجيه الأسئلة اليها بخصوص المحكمة. واندفع النائب السابق ناصر قنديل المقرب من حزب الله في مؤتمر صحافي أمس للعودة إلى السجال القديم حول المحكمة ومصداقيتها لتختلط الأمور على الساحة اللبنانية بين تشكيل الحكومة والمحكمة الدولية والتراشق الإعلامي بين الفينة والأخرى.