قد تقعُ فكرةٌ عابرةٌ، موقعها .. في فؤاد معتبر ،كثير من المعاني في هذه القصيدة هي مما يدور في أذهان الكثيرين، ذهب الخيال بعيداً إلى اختيارها من هنا وهناك، فكانت وصية في سياق سباق الثواني في مضمار الأعمار .. لا تجزعوا إن متُّ يا أحبابي أو تعلنوا الأحزان يومَ غيابي فالموت حق والحياة وديعة تجري بها الأعمارُ خلف رغاب لا تفزعوا أني ارتحلت، فلم أكن إلا أخا الترحال والتجواب وتأملوا في الموت واعتبروا به فالموت لو تدرون من أصحابي كم كنت أصحبه ويصحبني ولم أخش اللقاء بجيئتي وذهابي أبصرته يختار من يمضي به في رحلة محتومة الأسباب ورأيته فوق الوجوه فلا أرى إلا سراباً ينتهي لسراب كم من أخي دنيا يراع لذكره يلقاه عند تفرق الأتراب لم تغنه دنيا يخوض غمارها أو ينتفع بالسور والحجاب فاختار في شغف لذائذ دهره من صفو كأس أو صفاء كعاب ينسى بها ما عاش هول نهاية تنسل سافرة بغير حجاب في لحظة تأتي، وفوق جبينه مما تهابُ النفسُ فصل خطاب يهوي الترابُ إلى التراب وكم طغى مستكثراً في غيه بتراب متطاولا إن سارَ في أقرانه متبختراً في الأرض بالجلباب مستمتعاً بمطاعم ومشارب والسقمُ بين مطاعم وشراب لو ذاق من نبع القناعة قطرة لسمت به الأخلاق فوق سحاب ولأعشبت بيد وأورق مجدب وزهت على عينيه أرض يباب لكنه قلق يطارده الأسى متقلبا في حيرة المرتاب لم يجن من دنياه في إقبالها إلا الظنون تلوح خلف ضباب يعيا فيسأل ثم يعيا كلما راح السؤال يدور دون جواب هذي الحياة فبادروها بالتقى وتأملوا ما مر من أحقاب وتواصلوا ما بينكم بمودة تشفي جراح ملامة وعتاب واستقبلوا أيامكم بوفائكم لعهودكم، ومحاسن الآداب وتعاونوا في كل خير واهجروا سبلا تؤول بكم لشر مآب واسعوا على ذي حاجة في ضعفه تجدوا السلامة كالندى المنساب وارقوا إلى قمم الشهامة إنها مأوى الكمالِ وغاية الطلاب واستمسكوا بالحق وهو إمامكم في سنة تنجي وهديِ كتاب لا تجعلوا الدنيا تفرق صفكم أو تسلموا الأسرار للأغراب فالوصل يصفو بالتراحم والندى ما بينكم في حكمة وصواب والمجد يثمر عزة لمجاهد حفظ الفروض بعزمه الوثاب يحلو الجنى، ويطيب ظل وارف عند الصباح على السنا المنجاب لا ترفعوا أصواتكم في مأتم أو تحرقوا أجفانكم لمصابي صونوا العيون عن الدموع فإنها وصب وكم عانيت من أوصابي وتذرعوا بالصبر حتى تبصروا فرجا يلوح لكم على الأبواب ثم اجعلوا الستر الجميل عباءتي قد كان هذا الستر بعض إهابي لا تفزعوا فلقد مضيت وفي يدي أمل، وفي روحي رجاء إياب فأمامها ما تعلمون وحسبها عفو الكريم غداة عتق رقاب وسلوا الشهادة لي فإن مقامها نعم المقام هناك .. يا أحبابي