قد يرن هاتفك قبل صلاة العشاء لتسمع السؤال التالي: أين ستصلي التراويح ؟ وفي جلسات السمر تسمع الشباب يتحدثون عن عدد الأئمة الذين تنقلوا للصلاة في مساجدهم، ولا زال البحث جاريا عن الأصوات الحسنة.. فما حكم ذلك؟ القرآن هو القرآن في البداية قال عضو هيئة التدريس في كلية الملك فهد الأمنية الدكتور محمد النجيمي لا علم لنا أن السلف كانوا يذهبون إلى الأئمة ذوي الأصوات الحسنة، فالسنة أن يذهب الناس إلى أقرب مسجد لهم، كما لم يعلم أن أهل القرون المفضلة كانوا يذهبون إلى الأصوات الحسنة، والقرآن هو القرآن سواء تلي بصوت حسن أو غير حسن، لذا فأرى أن هذا الأمر فيه نظر ولا أراه موافقا للسنة. لا حرج فيه إلى ذلك أكد عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبد العزيز الراجحي أن قصد الشباب بعض الأئمة لتميزهم في قراءة القرآن أمر لا بأس به، إن كان يرجى في ذلك الفائدة كأن يحصل للإنسان خشوع ويتأثر عند سماع القرآن من ذوي الأصوات الحسنة، فلا حرج في هذا الأمر لأن المقصود منه الخير فقط، لكن على ألا تتعطل المصالح أو تحصل بعض المفاسد، حتى وإن كان ذهاب المسلم إلى مثل هؤلاء القراء بشكل يومي فلا بأس به ولا حرج فيه. القراءة التفسيرية أما القارئ المعروف الشيخ عبد العزيز الزهراني فقال: إن الله سبحانه وتعالى قد يوفق الإمام لمثل هذا القبول، فهذا إما يكون تشريفا له أو ابتلاءً من الله، وأضاف: قد يكون البعض صوته حسنا لكن الشباب لايقبلون عليه، والسبب في علم الغيب، فربما لا يقبل الناس على إمام من ذوي الأصوات الحسنة لعلم الله أن هذا الإنسان سيتأثر ويفتن، أو ربما لأن الله يريد أن يجعل هذه الإمام يخرج إلى الناس بعد النضج والاكتمال. وبين أن هناك أسبابا تؤدي إلى ميل الشباب لأحد الأئمة منها القراءة التفسيرية التي توضح للناس معنى الآية فنجدهم يفهمون المعنى حتى إن لم يكونوا قد مروا على تفسيرها، ومن الأمور التي تجذب الناس أيضا لبعض الأئمة التنوع في دعاء القنوت، فالإمام الذي يدعو اليوم للوالدين وغدا للمصلين وبعد غد للمسلمين ويشمل جميع الناس بدعائه يكون محبوبا عند الناس ومقبولا لديهم. الخشوع والسكينة الشيخ علاء المزجاجي أحد القراء المشهورين قال: لا نستغرب أبدا ذهاب الشباب إلى بعض الأئمة المشهورين لأنهم قد يجدون الخشوع والسكينة خلفهم، ولا شك أن صاحب الصوت الحسن ينجذب إليه الناس سواء كانوا شبابا أو كبار سن ونساء، والسبب لأنهم يحسون ويشعرون بالخشوع خلف هؤلاء الأئمة، فمن الطبيعي أن يميل الناس لحسن الأداء والصوت الحسن والكل حقيقة يميل إلى الأداء الحسن وينجذب إليه. وأضاف: من أهم مواصفات إمام التراويح أن يكون حافظا لكتاب الله ومتقنا للتجويد وحسن الأداء، فبذلك يجد القبول عند الناس، فليس معنى تواجد عدد قليل من المصلين مع إمام هو لنقص فيه، فالمسألة مسألة قبول، فبعض الأئمة لديهم أصوات ندية حسنة ومع ذلك نجد أن أعداد المصلين قليلون معهم، وفي بعض الأحيان يكون صوت الإمام عاديا لكنه أكثر ازدحاما من ذوي الأصوات الحسنة.