في دلالة على تحد لروسيا بدأت في دول البلطيق الثلاث البارحة الأولى تظاهرات مختلفة في ذكرى السلسلة البشرية التي تشكلت قبل عشرين عاما بين استونيا ولاتفيا وليتوانيا احتجاجا على هيمنة الحكم السوفييتي والمطالبة بالاستقلال. وبدأ سباق جري لأربع وعشرين ساعة مفتوح للجميع في العاصمة الاستونية «تالين». وانطلق المتطوعون في اتجاه الجنوب نحو ريغا على أن يتابعوا الجري حتى عاصمة لاتفيا على مسار السلسلة البشرية الشهيرة التي تشكلت في 23 أغسطس 1989. فعلى مسافة ستمائة كيلو متر في الإجمال أمسك نحو مليوني بلطيقي أيديهم ببعض في تظاهرة تضامن فريدة متحدين موسكو في حقبة كانت الدول الثلاث في البلطيق تعد مجتمعة نحو سبعة ملايين نسمة. وقال سيكستين سيلد (45 عاما) وهو مسؤول اللجنة المنظمة الاستونية للحدث لوكالة الصحافة الفرنسية: «أريد المشاركة في السباق لأنني كنت قبل عشرين عاما، في السلسلة البطليقية مع أهلي». وعلى الطرف الآخر من السلسلة بدأ السباق أمس في العاصمة الليتوانية «فيلنيوس» في اتجاه ريغا شمالا حيث جرت نهائيات «المنافسة» بحسب المنظمين. وكان ينتظر أن يكون الرئيس اللاتفي فلاديس زاتلرز بين آلاف المشاركين في الحدث. وكانت السلسلة البشرية لحظة أساسية في المسار الذي أدى في 1991 إلى استقلال دول البلطيق الثلاث التي أصبحت أعضاء في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي منذ 2004. واختير تاريخ أغسطس 1989 لإحياء الذكرى الخمسين لمعاهدة ريبنتروب مولوتوف الألمانية السوفييتية التي تنص على تقسيم أوروبا الشرقية إلى مناطق نفوذ. وبعد إبرام تلك المعاهدة اجتاحت ألمانيا النازية والاتحاد السوفييتي بولندا وضمت موسكو دول البلطيق في 1940. وتم ترحيل أو قتل الآلاف من سكان البلطيق.